إن تقدم الإصلاح يتوقف على الاعتراف الصريح بالحق الأساسي. ففي حين أن الخطر يكمن في الفلسفة الضيقة المتزمتة و استقامة الرأي الجامدة الصارمة من ناحية، ومن الناحية الأخرى يوجد خطر عظيم من حرية الرأي المستهترة. إن أساس كل إصلاح دائم هو شريعة الله . فعلينا أن نبين الحاجة إلى إطاعة هذه الشريعة في سطور صريحة واضحة. وينبغي أن تظل مبادئها مائلة أمام أنظار الناس - إنها أبدية وغير متساهلة كالله تقيسه. KS 71.4
ومن أعظم المؤثرات المحزنة للارتداد الأصلي الأول فقدان الإنسان قوة ضبط النفس. وعلى قدر ما نسترد هذه القوة يمكن أن يكون هنالك تقدم ونجاح حقيقي. KS 71.5
الجسم هو الواسطة الوحيدة التي عن طريقها ينمي الذهن والنفس لأجل بناء الخلق. ولهذا يصيب عدو النفوس تجارية لإضعاف قوى الجسم وتحقيرها والحط منها. ونجاحه في هذا معناه إخضاع الإنسان كله للشر. إن ميول طبيعتنا الجسدية ما لم تكن تحت سيطرة قوة المسمى لابد من أن تؤدي بنا إلى الدمار والموت . KS 71.6
ينبغي إخضاع الجسد. ويجب أن تسود عليه القوى الأسمى في الإنسان. ومن اللازم أن تسيطر الإرادة على العواطف والأهواء. والإرادة نفسها يجب أن تخضع لله. وقوة العقل السامية التي تقدسها النعمة الإلهية هي التي ينبغي أن تسود في حیاتنا. KS 71.7
إن مطالب الله ينبغي أن تقتنع بها ضمائرنا. وعلى الرجال والنساء أن يستيقظوا إلى واجبا ضبط النفس والحاجة إلى الطهارة والاتحاد من كل شهوة مفسدة وكل عادة دنسة, وهم بحاجة إلى الإقناع حقيقة كون كل قوى العقل والجسد هبة من الله وينبغي حفظها في أفضل حالة ممكنة لأجل خدمته. KS 72.1
في ذلك الطقس القديم الذي كان رمزاً إلى الإنجيل لم يكن يسمح لأحد بالإتيان ذبيحة فيها عيب ما إلى مذبح الله. فالذبيحة التي ترمز إلى المسيح كان ينبغي أن تكون بلا عيب . وكلمة الله تشير إلى هذا كمثال لما ينبغي أن يكون عليه أولاد الله. فتقول: «ذبيحة حية» ، «مقدسة ويلا غيبة» - «مرضية عند الله» (رومية ٢ 1 : 1 ؛ آفسس 5 :27). KS 72.2