إن سلامة الطبيب الوحيدة هي، في كل الظروف، أن يعمل بموجب المبدل، متقوياً متساميا بالعزم الثابت الذي يوجد في الله وحده، عليه أن يقف في جلال خلقه الأدبي. وعليه أن يحيا يوما فيوماً وساعة بساعة ولحظة بلحظة كمن هو أمام العالم غیر المنظور، و کموسی علیه آن بتشدد «کانه پری من لايُری». KS 75.5
البر متأصل في التقوى، فلا يمكن لإنسان أن يظل محتفظاً بالحياة الطاهرة القوية أمام بني جنسه ما لم تكن حياته مستترة مع المسيح في الله. فعلى قدر ما يعظم نشاط الإنسان بين الناس ينبغي أن تكون شركة قلبه مع السماء أوثق وأقرب. KS 76.1
وكلما كانت واجبات الطبيب عاجلة وملحة وكلما عظمت مسؤولياته، عظمت تبعاً لذلك، حاجته إلى قوة الله، وينبغي افتداء الوقت من الأمور الزمنية للتأمل في الأمور الأبدية. وعليه أن يقاوم العالم المتعدي الحدود والزاحف عليه، الذي يريد أن يضغطه بحيث يفصل بينه وبين تبع القوة. وعليه، أكثر من جميع الناس، بالصلاة ودرس الكلمة، أن يضع نفسه في حمى ترس الله الواقي، وعليه في كل ساعة أن يحيا في اتصال دائم وشركة واعية مع مبادئ الحق والبر والرحمة التي تعلن صفات الله في النفس . KS 76.2
ويقدر ما يقبل الإنسان كلمة الله ويطيعها فهي تطبع بقوتها وتلمس حياتها كل نوع من بینایی النشاط و کل طور من أطوار الخلق . وهي تطهر کل فکر و تنظم کل رغبة. فالذين يجعلون كلمة الله كلهم سيكونون رجالا ويتقهوون . إنهم يرتفعون فوق كل الأشياء السفلى حتى يصلوا إلى جو نقي خال من النجاسة. KS 76.3
وعندما يكون الإنسان في شركة مع الله فإن ذلك العزم القويم الذي لا التواء فيه الذي حفظ يوسف ودانيال في وسط فساد البلاط الوثني سيجعل حياته حياة الطهارة التي لا يدانيها دنس. وثياب أخلاقه ستكون بلا عيب. وسيظهر في حياته نور المسيح الذي لا يشوبه ظلم . ومن فوقه سيلمع نور كوكب الصبح المنير حيثيات ومجد لا يعتريه تغيير أو أفول . KS 76.4
مثل هذه الحياة ستكون عنصراً من عناصر القوة في المجتمع. وتصير حاجزا يصد الشر وحمى للمصريين ونوراً هاديا الذين في وسط الصعوبات والمخاوف والمفتشات يبحثون عن الطريق المستقيم . KS 76.5
ويكونون «في وسط شعوب كثيرة كالندي من عند الرب»