Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الأنبياء والملوك

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الثالث عشر — ”مالك ههنا؟“

    (اعتمد هذا الفصل على ما ورد في 1 ملوك 19 : 9 — 18).

    المعتكف الذي لجأ إليه إيليا على جبل حوريب وإن كان محجوباً عن عيون الناس فقد كان مكشوفاً لدى الله، ولم يترك ذلك النبي الخائف المتعب ليكافح قوات الظلمة وحده، تلك التي أناخت عليه بكلكلها. فعند باب المغارة التي التجأ إليها تقابل معه الله بواسطة ملاك عظيم أرسل إليه ليسأله عما يحتاجه وليوضح له مقاصد الله نحو شعبه.AM 135.1

    لم يستطع إيليا تكميل عمله مع الذين ضلّوا بعبادة البعل إلا بعدما تعلم الوثوق في الله بالتمام. فانتصاره الفريد الذي أحرزه على جبل الكرمل فتح أمامه الطريق لانتصارات أعظم، ومع ذلك فإنه قد حيل بينه وبين الفرص العجيبة المقدمة له بسبب هروبه من تهديد إيزابل. لذلك ينبغي لرجل الله أن يدرك ضعف مركزه الحالي بالمقارنه مع المركز الممتاز الذي أراده الله أن يشغله.AM 135.2

    وقد واجه الله خادمه المجرب بهذا السؤال: ”مالك هاهنا يا إيليا؟“ (1 ملوك 19 : 9). أراد أن يقول له بكلمات أخرى بأني أرسلتك إلى نهر كريث، ثم أرملة صرفة. ثم أوفدتك كي ترجع إلى الشعب ولتقف أمام كهنة الأوثان على جبل الكرمل، وفي سبيل ذلك منطقتك بالقوة لتتقدم أمام مركبة الملك حتى باب يزرعيل. لكن من ذا الذي أرسلك لتهرب هذا الهروب المشين إلى البرية؟ أي لك هنا؟AM 135.3

    وأجاب إيليا بتفجع ومرارة النفس: ”قد غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها“ (1 ملوك 19 : 10).AM 136.1

    وإذ دعا الملاك النبي للخروج من المغارة أمره بأن يقف أمام الرب على الجبل ويصغي إلى كلامه: ”وإذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور أمام الرب ولم يكن الرب في الريح. وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة. وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف. فلما سمع إيليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة (1 ملوك 19 : 11 — 13).AM 136.2

    لقد اختار الله أن يعلن نفسه لعبده لا في مظاهر قدرته الإلهية العظيمة بل في ”صوت منخفض خفيف“. أراد أن يعلم إيليا أن أنجح وسيلة لإتمام قصده ليست دائماً ما يرافقها استعراض المظاهر. فإذ كان إيليا ينتظر إعلان الرب هبت العاصفة ولمعت البروق وشبت نار آكلة ولم يكن الله في هذا كله. بعد ذلك جاء صوت منخفض خفيف فغطى النبي رأسه في محضر الرب. لقد استكان طبعه الشكس وهدأت روحه. والآن عرف أن الثقة الهادئة والاعتماد الثابت على الله كفيلان بأن يحققا له العون في وقت الحاجة.AM 136.3

    ليس التقديم العلني البليغ لحق الله هو الذي يبكت النفس دائماً ويجددها. كما لا يمكن الوصول إلى قلوب الناس بالفصاحة أو بالمنطق بل بتأثير الروح القدس الرقيق الذي يعمل بهدوء وفاعلية أكيدة في تغيير الخلق وتطويره. إنه صوت روح الله الهادي الذي له القوة على تغيير القلب.AM 136.4

    ”مالك ههنا يا إيليا؟“ كان هو السؤال الموجه إليه. فعاد النبي يجيب قائلاً: ”غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها“ (1 ملوك 19 : 14).AM 137.1

    وأجاب الرب إيليا بأن فاعلي الشر في إسرائيل لن يظلوا دون عقاب وأنه سيختار بعض الرجال بصورة خاصة لإتمام قصده في معاقبة المملكة العابدة للأوثان. كان لابد من إجراء عمل حاسم لإعطاء الفرصة للجميع للوقوف إلى جانب الإله الحق. كان على إيليا نفسه أن يعود إلى إسرائيل ويشترك مع آخرين في حمل عبء القيام بإصلاح.AM 137.2

    وأمر الرب إيليا قائلاً: ”اذهب راجعاُ في طريقك إلى برية دمشق وأخل وامسح حزائيل ملكاُ على آرام وامسح ياهو بن نمشي ملكاً على إسرائيل وامسح أليشع بن شافاط من آبل محوله نبياً عوضاُ عنك. فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذي ينجو من سيف ياهو يقتله أليشع“ (1 ملوك 19 : 15 — 17).AM 137.3

    ظن إيليا أنه الشخص الوحيد في إسرائيل الذي ظل يعبد الإله الحقيقي. لكن العارف قلوب الجميع أعلن للنبي أنه يوجد كثيرون غيره ظلوا أمناء لله مدى سنّي الارتداد الطويلة وقال: ”أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله“ (1 ملوك 19 : 18).AM 137.4

    يمكننا نحن أيضاً أن نتعلم دروساً كثيرة من اختبار إيليا في أيام الخوف وتثبيط الهمة تلك التي بدا وكأنها أيام هزيمة. دروس لها قيمتها الكبرى لخدّام الله في هذا العصر الذي اتّصف بالجنوح عن الحق. فما أشبه الارتداد المتفشي اليوم بالذي انتشر في إسرائيل في أيام النبي. فجماهير كثيرة من الناس يتبعون اليوم البعل بتعظيم الأمور البشرية فوق الأمور الإلهية، ويمجدّون القادة المشهورين ويتعبدون لإله المال ويضعون مبادئ العلم فوق مبادئ الوحي الإلهي. وقد ترك الشك وعدم الإيمان أثرهما الوبيل في العقل والقلب. واستبدل كثيرون أقوال الله بنظريات الناس. بل يوجد من يجاهرون بالتعليم القائل أننا وصلنا إلى زمن ينبغي أن يسمو فيه العقل فوق تعاليم كلمة الله. ويعلن كثيرون عن شريعة الله التي هي المقياس الإلهي للبر أنها عديمة التأثير. فعدو الحق يعمل بقوته الخادعة لجعل الرجال والنساء يضعون القوانين البشرية في مكان الله وينسون الوسائل التي تعينت لخلاص وسعادة بني الإنسان.AM 138.1

    ومع ذلك فإن ذلك الارتداد وإن يكن منتشراُ كما هو الآن، فهو ليس شاملاً ولا عاماً. فليس كل الناس الذين في العالم هم خطاة عصاة، وليس الجميع انضمّوا إلى صفوف العدو. يوجد آلاف الأنفس لله لم يحنوا ركبة للبعل وكثيرون يتوقون لإدراك ما يختصّ بالمسيح والشريعة إدراكاُ أفضل كما يرجو كثيرون أن يأتي يسوع سريعاُ ليضع نهاية لملك الخطيئة والموت. كما يوجد أيضاُ من ظلوا يسجدون للبعل عن جهل ومع ذلك فروح الله مازال يجاهد معهم.AM 138.2

    هؤلاء بحاجة إلى عون شخصي من الذين تعلّموا أن يعرفوا الله وقوة كلمته. ففي زمن كالذي نعيش فيه ينبغي لكل واحد من أولاد الله أن يعمل بجد ونشاط لمساعدة الآخرين. فإذ يحاول الذين يدركون الحق إدراكاً صحيحاً البحث عن الرجال والنساء العطاش إلى النور فإن ملائكة الله يرافقونهم. وحيثما توجد الملائكة فلا خوف من التقدم إلى الأمام. ويرجع كثيرون عن الوثنية لعبادة الإله الحي نتيجة الجهود الأمنية التي يبذلها الخدّام المكرسون. وسيمتنع كثيرون عن تقديم ولائهم للقوانين التي هي من صنع البشر، ويقفون بلا خوف إلى جانب الله وشريعته.AM 138.3

    يتوقف الكثير على النشاط المستمر الذي يبذله المخلصون الأمناء، ولذلك يبذل الشيطان قصارى جهده ليعطل القصد الإلهي الذي يجب أن يتمّمه المطيعون. وهو يحمل بعض الناس على تناسي رسالتهم السامية المقدسة فتغيّب عن أنظارهم. ويجعلهم يقتنعون بالمسرّات الدنيوية ويبقيهم مستريحين في أماكنهم، أو يجعلهم ينتقلون من الأماكن التي كان يمكنهم فيها أن يصيروا قوة للخير في سبيل الحصول على ميزات دنيوية أعظم. ويجعل آخرين يهربون يائسين من القيام بالواجب بسبب المقاومة أو الإضطهاد. أمثال هؤلاء جميعاُ هم موضوع عطف السماء وحنانها القوي. فكل ابن الله أفلح عدو النفوس في إسكات صوته يقدّم له السؤال التالي: ”مالك هاهنا؟“ لقد أرسلتكم لتذهبوا إلى العالم أجمع وتكرزوا بالإنجيل وتعدّوا الشعب ليوم الله. فلماذا أنتم هنا؟ ومن ذا الذي أرسلكم؟AM 139.1

    السرور الموضوع أمام المسيح الذي أعانه وأسنده وهو يتألم حين قدم نفسه ذبيحة، كان باعثة رؤية الخطاة وهو يخلصون. وهو ماينبغي أن يكون فرح جميع تابعيه والدافع لهم في طموحهم. فالذين يتحققون ولو إلى درجة محدودة، معنى الفداء بالنسبة إليهم وإلى بني جنسهم، لابد أن يدركوا إلى حد ما حاجات البشرية العظيمة. فقلوبهم تتأثر إشفاقاُ إذ يتحسسون الفقر الأدبي والروحي الذي يعاني منه آلاف ممن أطبقت عليهم ظلمة الدينونة الرهيبة التي لو قورنت بها الآلام الجسدية لما كانت شيئاً مذكوراً بل كانت كالعدم.AM 139.2

    وهذا السؤال ذاته المقدم للأفراد يقدم للعائلات: ”مالك ههنا؟“ توجد في الكثير من الكنائس عائلات متعلمة ومتمكنة من حقائق كلمة الله بحيث يمكنهم أن يوسعوا أفق تأثيرهم بالانتقال إلى الأماكن المحتاجة إلى الخدمة التي في مقدورهم القيام بها. فالله يدعو الأسر المسيحية للدخول في شعاب الأرض المظلمة للخدمة بحكمة ومثابرة للذين اكتنفهم الظلام الروحي. إن تلبية هذه الدعوة تتطلب التضحية. ففي حين ينتظر الكثيرون إزاحة كل العراقيل والعوائق من طريقهم تلهم النفوس بلا رجاء وبلا إله. فالناس في سبيل الحصول على فوائد عالمية ومعرفة علمية مستعدون للمخاطرة بأنفسهم بالدخول في أقاليم موبوءة واحتمال المشقات والعوز والفقر. فأين هم أولئك المستعدون لأن يفعلوا بالمثل في سبيل تعريف الآخرين بالمخلّص؟AM 140.1

    وإن كان الناس من ذوي القوة الروحية يتضايقون بأكثر من طاقتهم وهم في ظروف قاسية فتثبط هممهم وييأسون، ولا يرون في الحياة شيئاً يرغبهم فيها، فهو ليس بالأمر الغريب أو الجديد. فليذكر أمثال هؤلاء أن واحداُ من أعظم الأنبياء وأقواهم هرب من أجل حياته أمام غضب امرأة ثائرة. فإذ كان هارباً من طول السفر، وقد خارت قواه ونقصت شجاعته تحت ضغط الخيبة المريرة، طلب الموت لنفسه. ولكنه تعلم درساً من أثمن الدروس في حياته عندما فارقه الأمل، عندما بدا كل عمل حياته مهدداُ بالهزيمة والضياع. ففي أشد ساعات ضعفه تعلم الحاجة إلى الاتكال على الله وإمكانية الثقة به تحت أقسى الظروف.AM 140.2

    الذين يقعون في تجربة الاستسلام لليأس والشكوك عندما يستنزفون قوى حياتهم في خدمات التضحية، يمكنهم استمداد الشجاعة من اختبار إيليا. إن رعاية الله الساهرة ومحبته وقدرته تظهر خصوصاً لأجل خدامه الذين يساء فهم غيرتهم أو عندما لا يقدرها الناس كما يجب، الذين يستهان بمشورتهم وتوبيخهم وتجازى جهودهم في سبيل الإصلاح بالكراهية والمقاومة.AM 141.1

    يهاجم الشيطان النفس بأقسى تجاربه وهي في أشد حالات الضعف، وبهذه الوسيلة كان يرجو أن ينتصر على ابن الله، لأنه أحرز بسياسته هذه انتصارات كثيرة على الإنسان. فعندما ضعفت قوة الإرادة وفشل الإيمان استسلم للتجربة الذين ثبتوا وقتاً طويلاً بشجاعة إلى جانب الحق. فموسى أفلت يده لمدى لحظة من التمسك بالقدرة السرمدية إذ أضنته أربعون سنة قضاها مع الشعب في التجوال وعدم الإيمان. لقد فشل وهو على حدود أرض الموعد. وكذلك كانت الحال بالنسبة إلى إيليا الذي ظل محتفظاً بإيمانه وثقته في الرب في أثناء سني القحط والجوع. فذاك الذي وقف أمام آخاب بلا خوف، والذي وقف، مدى ذلك اليوم القاسي، على جبل الكرمل، أمام شعب إسرائيل بأسره، بوصفه الشاهد الوحيد للإله الحقيقي، سمح لخوف الموت أن ينتصر على إيمانه بالله في لحظة من لحظات الضعف.AM 141.2

    وكذلك هي الحال اليوم، فعندما تحدق بنا الشكوك وتربكنا الظروف، أو إذا تألمنا من فقر وضيق عندئذ يحاول الشيطان أن يزعزع ثقتنا في الرب ويصف أخطاءنا أمام أعيننا ويجربنا كي نشك في الله ومحبته محاولة منه تثبيط النفس وفصم عراها عن الله.AM 141.3

    كثيراُ ما يحس الذين يقفون في جبهة القتال وهم ملزمون من الروح القدس للقيام بعمل خاص، برد فعل عندما يزول الضغط. فقد يزعزع اليأس إيمان أشجع الرجال ويوهن إرادتهم. ولكن الله يتفهم أحوالنا وهو مازال يعطف ويحب لأنه مطلع على نوازع القلب ومقاصده. فالدرس الذي يحتاج أن يتعلمه القادة في عمل الله هو أن ينتظروا بثقة وصبر عندما تبدو الأجواء مكفهرة من حولهم. فالسماء لن تخذلهم في يوم ضيقهم. ما من شيء يبدو في منتهى العجز والقوة في آن واحد، من النفس التي تحس بتفاهتها وتعتمد على الله بالتمام.AM 142.1

    إن الدرس الذي يستفاد من اختبار إيليا في تعلم كيفية الثقة في الله في ساعة التجربة، لا يقتصر على الذين هم في مراكز ذات مسؤولية عظيمة. فالله الذي كان قوة لإيليا يقوي كل ابن مجاهد من أولاد الله مهما يكن ضعيفاُ. فهو ينتظر الولاء من كل واحد وهو يمنح القوة حسب حاجة كل فرد. والإنسان ضعيف في قوته الذاتية ولكنه بقدرة الله يمكنه أن يغلب الشر ويساعد الآخرين على الانتصار. فالشيطان لا يستطيع أن يقهر من جعل الله ملجأه: ”قال لي إنما بالرب البر والقوة“ (إشعياء 45 : 24).AM 142.2

    أيها الرفيق المسيحي، يعرف الشيطان ضعفك، تمسك إذاً بيسوع. فإذا تثبت في محبته يمكنك أن تصمد أمام أي امتحان. إن بر المسيح يستطيع وحده أن يمنحك القوة لصد تيار الشر الذي يكتسح العالم. أدخل الإيمان في اختبارك فهو يخفف الحمل ويحرر من التعب والضجر. وأعمال العناية التي تبدو لك غامضة يمكنك أن تحلها باتكالك المستمر على الله. سر بإيمان في الطريق الذي يرسمه الله لك. ستدهمك التجارب ولكن واصل السير إلى الأمام. بذلك يتقوى إيمانك وتتأهل للخدمة. فسجلات التاريخ المقدس لم تكتب لنقرأها ونصاب بالدهشة بل ليعمل الإيمان ذاته فينا الذي عمل في عبيد الله قديماً. وسيعمل الرب الآن بقوة مماثلة أينما وجدت قلوب مؤمنة لتغدو قنوات لقدرته.AM 142.3

    والقول الذي وجه إلى بطرس يوجه إلينا. يقول الرب: ”هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك“ (لوقا 22 : 31، 32). لا يمكن للمسيح التخلي عن الذين مات لأجلهم. قد نتركه فتكتنفنا التجربة، ولكن المسيح لا يمكن أن يترك إنساناً بذل حياته ثمناً لفدائه. ولو أمكن إنعاش بصيرتنا الروحية لرأينا نفوساُ منحنية تحت ثقل الظلم والحزن والضغوط الحياتية كعربة مثقلة بالحزم، وهي موشكة على الموت خوفاً ويأساً. ولرأينا أيضاُ الملائكة يطيرون بسرعة لإغاثة أولئك المجربين، فيطردون جنود الشر التي تحدق بهم، ويثبتون أرجلهم على الأساس الراسخ. والمعارك التي تنشب بين الجيشين هي معارك حقيقية كالمعارك التي تثيرها جيوش هذا العالم، وتتوقف المصائر الأبدية على نتائج هذه الحرب.AM 143.1

    في رؤيا حزقيال النبي وجد شبه يد تحت أجنحة الكروبيم. والذين يستخدمهم الله كرسل له ينبغي ألا يظنوا أن عمله يتوقف عليهم. فالله لن يسمح للخلائق المحدودة أن تحمل عبء هذه المسؤولية وحدها فذاك الذي لا ينعس الذي يعمل بلا انقطاع بإتمام مقاصده سيقود عمله نحو النجاح وهو سيحبط نوايا الأشرار ويربك مشورات المتآمرين بالشر ضد شعبه فذاك الذي هو الملك ورب الجنود يجلس بين الكروبيم ومازال يحرس أولاده في وسط خصومات الأمم وجلبتها وعندما تنهدم حصون الملوك ومعاقلهم وتطعن سهام الغضب صميم قلوب أعدائه فشعبه سيكونون آمنين بين يديه.AM 143.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents