« اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ » (متى 5: 24)

إنّ محبة الله هي شيء أعظم من أن تكون أمرا سلبيا، فهي مبدأُُ إيجابيُُّ نشيطُُ فعّال، وينبوعُُ حيُّ يفيض دائما ليبارك الآخـرين. فإن كانت محــبة المسـيح تسـكن فينا فلن نُضمِر أيّ عداء لإخوتنا بل نجتهد بكل وسيلة في إظهار المحبة لهم.ArMB 29.3

قال يسوع: « فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» (متى 5: 23، 24). إنّ الذبائح الكفارية كانت تُعبّر عن الإيمان في أنه بواسطة المسيح قد صار مقدمها شريكا في رحمة الله ومحبته. أمّا كون الإنسان يعبّر عن إيمانه بمحبة الله الغافرة في حين أنه يُضمِرُ روح الجفاء فهذا يكون مجرد خداع.ArMB 29.4

فعندما يقوم إنسان معترف بأنّه يخدم الله فيظلم أخاه أو يوقع به ضررا فهو يشوّه صفات الله في نظر ذلك الأخ. فيجب الاعتراف بالظلم أو الخطأ ويجب أن يعترف بأن ذلك خطية حتى يكون في حالة توافق مع الله. ربما يكون أخونا قد أخطأ في حقنا بأكثر مما أخطأنا نحن في حقه ولكن هذا لا يقلل من مسؤوليتنا. فإذا تذكرنا عندما نمثلّ أمام الله أنّ إنسانا آخر له شيء علينا فيجب أن نترك تقدمة صلاتنا وشكرنا، تقدمتنا الطوعية ونذهب إلى الأخ الذي يوجد بيننا وبينه خلاف ونعترف بخطيتنا في تواضع ونطلب الغفران والصفح.ArMB 29.5

وإنْ كنـّا بأية كيفيّة قد ارتكبنا الغشّ في حقّ أخينا أو آذيناه في أي شيء فعلينا أن نقدم تعويضاً عن ذلك. وإذا كنا بغير قصد قد شهدنا شهادة زور أو حرفنا أقواله، أو آذينا نفوذه وأضررنا به بأية كيفية فيجب أن نذهب إلى من تحدثنا معهم في شأنه ونسحب كل التقارير الفاسدة المضرّة.ArMB 29.6

إذا كانت المشاكل التي بين الإخوة لا يُفشى سرّها أمام الآخرين بل تحدّث الأخوة فيها فيما بينهم بكل صراحة بروح المحبة المسيحية فما أكثر المساوئ التي يمكن تلافيها‍ وما أكثر أصول المرارة التي يتنجّس بها كثيرون يمكن إزالتها، وبأيّ قرب ورقّة يمكن لأتباع المسيح أن يتّحدوا بمحبته!ArMB 29.7