Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خواطر من جبل البَرَكَة

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First

    « اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ » (متى 7: 15)

    سيقوم معلمون كذبة ليجتذبوكم بعيدا عن الطريق الضيق والباب الضيق. فاحترسوا منهم، فمع إنّهم يخفون أنفسهم في ثياب الحملان فهم في باطنهم ذئاب خاطفة. ويسوع يقدم اختباراً يمكن بواسطته التمييز بينهم وبين المعلمين الأمناء. فيقول: « مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا »؟ (متى 7: 16).ArMB 69.3

    إنّه لا يطلب منا أن نختبرهم بخطبهم الجميلة أو اعترافاتهم السامية. ولكن يحكم عليهم بما ورد في كلمة الله. « إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ » « كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ » (إِشَعْيَاء 8: 20؛ أمثال 19: 27). ما هي الرسالة التي يأتينا بها هؤلاء المعلمون؟ هل تقودك إلى أن توقر الله وتخشاه؟ وهل ترشدك إلى أن تظهر محبتك له بولائك لوصاياه؟ إذا لم يشعر الناس بثقل الناموس الأدبي، واستخفوا بوصايا الله، ونقضوا إحدى وصاياه الصغرى وعلموا الناس هكذا فلن يكون لهم أيّ تقدير أمام السماء. نحن نعلم أنّ ادعاءاتهم هي بلا أساس. إنّهم يعملون نفس العمل الذي بدأ من سلطان الظلمة عدو الله.ArMB 69.4

    ليس كل من يعترفون باسم المسيح ويلبسون شعاره هم له. قال يسوع أن كثيرين ممن قد علموا باسمي سيوجدون ناقصين في النهاية. « كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ » (متى 7: 22، 23).ArMB 69.5

    يوجد أناس يعتقدون أنّهم على صواب في حين أنّهم على خطأ. ففي حين يدّعون أنّ المسيح ربهم وباسمه يعملون أعمالا عظيمة علانية فانّهم فاعلوا الإثم. « بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ ». ذاك الذي يعلن كلمة الله بالنسبة إليهم « كَشِعْرِ أَشْوَاق لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ » (حِزْقِيَال 33: 31، 32).ArMB 70.1

    إنّ الإقرار المجرد بالتلمذة للمسيح هو بلا قيمة. إنّ الإيمان بالمسيح الذي يخلص النفس ليس هو كما يصوّره كثيرون. يقولون: « آمِنُوا آمِنُوا، وحينئذ لن تكونوا بحاجة إلى حفظ الناموس ». ولكن الإيمان الذي لا يقود إلى الطاعة هو غطرسة. إنّ الرسول يوحنا يقول: « مَنْ قَالَ: قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ » (1يوحنا 2: 4). لا يحتفظ أحد بهذا الفكر وهو أنّ أعمال عناية خاصة أو إعلانات معجزية يجب أن تكون هي البرهان على حقيقة عملهم أو الآراء التي يدافعون عنها. فعندما يتكلم الناس باستخفاف عن كلمة الله ويضعون اقتناعاتهم ومشاعرهم وأعمالهم فوق المقياس الإلهي يمكننا أن نعرف أنّ لا نور فيهم.ArMB 70.2

    إنّ الطاعة هي محكّ التلمذة. إنّ حفظ الوصايا هو الذي يبرهن على إخلاصنا في إقرارات محبتنا. فعندما تقتلُ العقيدة التي نقبلُها الخطيةَ التي في القلب وتطهرُ النفس من النجاسات والأدناس وتثمر للقداسة يمكننا أن نعرف أنّها حق الله. وعندما يظهر حب الخير والرفق والحنان والعطف في حياتنا، وعندما يكون في قلوبنا فرح عمل الصواب، وعندما نمجد المسيح لا الذات يمكننا أن نعرف أنّ إيماننا هو من النوع الحقيقي: « بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ » (1يوحنا 2: 3).ArMB 70.3