الصراع غير المتساوي
إن الأنانية أو محبة الذات هي أقوى الدوافع البشرية وأكثرها شيوعًا، فالروح البشرية تواجه صراعًا غير متكافئ بين الرغبات الإيثارية كالرأفة والتعاطف والحنان، والرغبات الأنانية كالطمع ومحبة الذات. وبينما تعد الأنانية أقوى العواطف والرغبات، فغالبًا ما تكون المحبة والإحسان هما الأضعف، وفي الغالب تظفر الدوافع والرغبات الشريرة بالانتصار، ولذلك ففي مجهوداتنا وعطايانا لعمل الربّ، ليس من المأمون أن نخضع للعواطف أو الدوافع.CSAr 25.1
إن الإقبال على العطاء أو العمل للربّ عند تحرّك العواطف والامتناع عن العطاء أو الخدمة عند عدم اهتياج المشاعر، هو نهج غير حكيم ومحفوف بالمخاطر. فإذا كنا خاضعين لسيطرة الدوافع أو العواطف الإنسانية المجرّدة، ففي الحالات القليلة التي يُقابَل فيها ما قدمناه بالجحود والنكران، أو في الحالات التي تتعرّض فيها عطايانا وتقدماتنا لسوء الاستخدام أو الإهدار، فذلك سيكون كافيًا لتجميد منابع الإحسان وعمل الخير في قلوبنا. ولذلك يتوجب على المؤمنين أن يعملوا من مبدأ ثابت، تابعين مثال المخلّص الكريم في إنكار الذات والتضحية بالنفس. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٧ ديسمبر (كانون الأول) ١٨٨٦.CSAr 25.2