التغير من خلال المحبة

إن الحق الذي يضعه روح الله في قلب الإنسان سوف يطرد منه محبة الغنى والمال. فمحبة يسوع ومحبة المال لا يمكن أن يسكنا في نفس القلب. إلا أنا محبة الله تفوق محبة المال إلى حد بعيد بحيث أن مالكها ينفصل عن ثرواته وينقل محبته وعواطفه إلى الله سبحانه وتعالى. ومن خلال المحبة ينقاد عندئذ إلى خدمة المحتاجين وتلبية احتياجاتهم ودعم عمل الربّ. ومن دواعي سروره البالغ أن يحسن التصرف في أموال ربه وإدارتها. وهو لا يعتبر أن ما لديه هو ملكه، ويؤدي واجبه بأمانة وإخلاص كوكيل لله. وحينئذ يمكنه حفظ الوصيتين العظيمتين التي يتعلّق بهما الناموس: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ». «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» (متى ٢٢: ٣٧، ٣٩). CSAr 157.2

وبهذه الطريقة يمكن أن يدخل غنيٌ إلى ملكوت السماوات! «وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ» (متى ١٩: ٢٩). هذه هي المكافأة التي يحصل عليها أولئك الذي يضحّون من أجل الربّ. يأخذون مئة ضعف في هذه الحياة، ويرثون الحياة الأبدية. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١٦ سبتمبر (أيلول) ١٨٨٤.CSAr 158.1

إذا قام وكلاء الربّ بواجبهم، فلن يوجد هناك خطر من أن الثروة ستتزايد بسرعة كبيرة بحيث تصبح شركًا لهم، لأنها ستُستخدم بحكمة عملية وسخاء شبيه بسخاء المسيح. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١٦ مايو (أيار) ١٨٨٢.CSAr 158.2