العودة إلى أرض الوطن

أما يوسف الذي كان لم يزل في مصر فقد أمره ملاك الله بالعودة إلى إسرائيل. وإذ كان يوسف يعتبر يسوع وارثا لعرش داود رغب في الإقامة فى بيت لحم . ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه ، خشي لئلا يحقق الابن مقاصد أبيه ضد المسيح ، حيث كان أقرب شبها إلى أبيه في قسوته دون كل إخوته . وسرعان ما حدثت ثورة في أورشليم حالما جلس على العرش فذبح رجال الحرس الروماني آلافا من اليهود.ML 53.3

ومرة أخرى أرشد يوسف إلى مكان أمين فعاد إلى الناصرة وطنه الأول حيث عاش المسيح حوالي ثلاثين عاما ، ” لِكي يتم ما قيلَ بِالأَنبِياءِ: “إِنَّه سيدعى نَاصرِيا” (متى 2 : 23). لقد كان يحكم على الجليل واحد من أبناء هيرودس . ولكن كان يعيش هناك خليط كبير من الأجانب أكثر مما في اليهودية . وهكذا لم يكن الناس يكترثون كثيرا للمسائل الخاصة باليهود . فكانت دعوى يسوع ورسالته أقل احتمالا أن تثيرا حسدا في قلوب ذوي السلطان.ML 53.4

هذا هو الاستقبال الذي قوبل به عندما حل بأرضنا. فقد بدا كأنه لا يوجد مكان راحة أو أمان لذلك الطفل الفادي . ولم يمكن أن يستأمن الله الناس على ابنه الحبيب حتى مع أنه كان يقوم بعمله لخلاصهم . فلقد أوفد الملائكة لملازمة يسوع وحراسته إلى أن ينجز عمله ويقوم بمهمته على الأرض ويموت بأيدي من قد أتى ليخلصهم ML 54.1