Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    بزوغ الإيمان

    حالما سمعت المرأة ذلك الكلام نبع الإيمان في قلبها وقبلت هذا الإعلان العجيب من فم هذا المعلم الإلهي. ML 166.2

    لقد كانت هذه المرأة ذات استعداد ذهني لتقبل الأمور وتقديرها، وكانت على أتم استعداد لقبول أسمى إعلان لأنها كانت تحب الكتاب المقدس ، وكان الروح القدس يعد قلبها لقبول نور أعظم. كانت قد اطلعت على الوعد المذكور في العهد القديم القائل: “يقيم لَك الربُّ إِلهك نَبِيا من وَسطك من إِخْوتك مثْلي. لَه تَسمعونَ” (تثنية 18 : 15) ، فتاقت إلى فهم هذه النبوة ، وبدأ النور ينبثق في ذهنها ، كما بدأ الماء الحي ، الحياة الروحية التي يمنحها المسيح لكل نفسى عطشى ، ينبع في قلبها . لقد كان روح الله يعمل في قلبها.ML 166.3

    إن تلك الحقيقة الواضحة التي أخبر بها المسيح تلك المرأة لم يكن يمكنه أن يصرح بها أمام اليهود الأبرار في أعين أنفسهم ، حيث كان المسيح أكثر تحفظا في الحديث معهم. فما قد حرم منه اليهود ، وما أوصى المسيح تلاميذه بعد ذلك أن يحفظوه سرا أعلن لتلك السامرية ، إذ قد رأى يسوع أنها ستستخدم ما قد عرفته للإتيان بآخرين ليقاسموها تلك النعمة.ML 167.1

    ولما عاد التلاميذ من مأموريتهم اندهشوا عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع امرأة. لم يكن قد تناول جرعة الماء المنعشة التي طلبها ، ولم يتقدم ليتناول من الطعام الذي قد ابتاعه التلاميذ . ولما مضت المرأة طلب منه التلاميذ أن يأكل ، لكنهم رأوه صامتا كأنما كان مستغرقا في تأمل مفرح ، وكان وجهه متألقا بالنور فاختشوا أن يقطعوا شركته مع السماء ، غير أنهم كانوا يعلمون أنه متعب ومرهق ، فرأوا أن من واجبهم أن يذكروه بحاجة جسده .وإذ لاحظ يسوع اهتمامهم به ومحبتهم له قال لهم: “أَنا لِي طَعامٌ لآكُلَ لَستُم تَعرِفُوَنه أَنْتُم” (يوحنا 4 : 32).ML 167.2

    جعل التلاميذ يتساءلون من ذا الذي أتاه بطعام ، ولكنه أوضح لهم مراده بالقول: ” طَعامي أَنْ أَعملَ مشيئَة الَّذي أَرْسلَني وَأُتَمم عملَه” (يوحنا 4: 34). لقد فرح المسيح لأن كلامه قد أثار ضمير السامرية . رآها تشرب من ماء الحياة من ماء الحياة فزال عنه العطش والجوع . إن اتمام المخلص لمهمته التي قد ترك السماء في سبيل إنجازها أعانه في عمله وجهاده ورفعه فوق ضعفات الجسد وحاجاته . وكونه يخدم نفسا جائعة وظمأى إلى الحق كان أحب إلى قلبه وأعظم إنعاشا لنفسه من الأكل والشرب . كان ذلك تعزية وراحة وإنعاشا له . لقد كان عمل الخير هو حياة نفسه وغذاء روحه.ML 167.3

    إن فادينا ظامئ إلى تقديرنا له. إنه يجوع إلى عطف ومحبة أولئك الذين قد افتداهم بدمه. إنه يتوق بشوق لا يعبر عنه لأن يراهم يأتون إليه وينالون الحياة . وكما تراقب الأم ابتسامة المعرفة والإدراك من فم طفلها الصغير ، تلك الابتسامة الدالة على بدء إشراق نور الذكاء فيه ، كذلك المسيح يراقب تعبيرنا عن محبتنا الشاكرة له ، وهذا يدل على بدء الحياة الروحية في النفس. ML 167.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents