Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    العودة من أورشليم

    وإذ كانت رسالته قد انكشفت له في الهيكل كان يتحاشى الاتصال بالجمهور ، وكان يرغب في ترك أورشليم ليعود بهدوء مع من كانوا يعرفون سر حياته. لقد كان الله يدعو شعبه عن طريق خدمة الفصح ليباعد بينهم وبين هموم العالم وليذكرهم بعمله العجيب في إنقاذهم من مصر . وفي هذا العمل كان يريد أن يوجه أنظارهم إلى الوعد بالخلاص من عبودية الخطية . فكما أن الدم المرشوش حمى بيوت الإسرائيليين ، كذلك كان دم المسيح مزمعا أن يخلص نفوسهم . ولكن لم يكن يمكنهم الخلاص إلاّ بواسطة المسيح وحده ، إذ بالإيمان يمكنهم أن يجعلوا حياة يسوع حياتهم . فالقوة الكامنة في تلك الخدمة الرمزية منحصرة في توجيه العابدين إلى المسيح باعتباره مخلصهم الشخصي . لقد أراد الله بذلك أن يقودهم إلى الدرس والتأمل بروح الصلاة فيما يختص برسالة المسيح ، ولكن إذ كان ذلك الجمهور عائدا من أورشليم ابتلعت ضجة السفر والهرج والأحاديث الاجتماعية كل اهتمامهم وانتباههم ، فنسوا الخدمة التي قد شاهدوها . لذا لم يكن المخلص راغبا في صحبتهم.ML 68.1

    وإذ كان لابد أن يعود يوسف ومريم منفردين مع يسوع كان يريد أن يوجه أنظارهما إلى النبوات التي تتحدث عن المخلص المتألم. وإذ كان هو معلقا على صليب جلجثة حاول التخفيف من حزن أمه ، وكان الآن يفكر فيها . لقد كان على مريم أن تشهد عذاباته الأخيرة ، وكان يرغب في أنها تفهم رسالته حتى تكون قادرة على الاحتمال عندما يجوز السيف في نفسها . فكما انفصل يسوع عنها وجعلت تطلبه ثلاثة أيام في حزن مرير ، كذلك عندما يبذل نفسه عن خطايا العالم سيغيب عن نظرها ثلاثة أيام . وعندما يخرج حيا من قبره سيتحول حزنها إلى فرح . ولكن كم كان احتمالها لآلام موته سيكون أسهل لو فهمت أقوال الكتاب التي كان يحاول حينئذ أن يوجه أفكارها إليها!ML 68.2

    لو كان يوسف ومريم قد ثبتا أفكارهما في الله بالتأمل والصلاة لكانا قد تحققا من قداسة الوديعة التي بين أيديهما ولما كان قد غاب يسوع عن أنظارهما. إن يوم إهمال واحد جعلهما يفقدان المخلص ، وقد كلفهما ذلك عناء البحث عنه ثلاثة أيام في حزن وجزع ليجداه . كذلك الحال معنا فإننا بكلامنا البطال أو القدح في الناس أو إهمال الصلاة قد نخسر في يوم واحد بركة وجود المخلص معنا ، وقد يكلفنا ذلك عناء البحث عنه في حزن أياما كثيرة حتى نجده ونستعيد السلام الذي أضعناه. ML 68.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents