Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    حالة الأمة

    عندما بدأ يوحنا خدمته كانت الأمة في حالة اهتياج وتبرم وكانوا موشكين أن يقوموا بثورة. فلما عزل أرخيلاوس صارت اليهودية تحت سيطرة روما المباشرة . إن طغيان الولاة الرومان واغتصابهم وإصرارهم على إدخال الرموز والعادات الوثنية إلى الأرض المقدسة ، كل ذلك أضرم نيران الثورة التي لم يخمدها إلا دماء الآلاف من أشجع رجال إسرائيل. كل ذلك زاد من حقد الشعب وكراهيتهم لروما ، وزاد من شوقهم للتحرر من سلطانها.ML 85.4

    في وسط تلك المنازعات والخصومات سمع صوت آتٍ من البرية ، صوت مفزع وعبوس ، ولكنه مليء بالرجاء قائلا: “تُوبوا ، لأَنَّه قَد اْقَتربَ مَلكُوتُ السماوَاتِ” (متى 2 : 3). هذا الصوت أيقظ الشعب بقوة جديدة وغريبة . لقد تنبأ الأنبياء عن مجيء المسيح على أنه حادث سيحدث في المستقبل البعيد ، ولكن هنا إعلان يقول إنه قد اقترب . إن ظهور يوحنا المفاجئ الغريب عاد بأفكار الشعب إلى الرائين الأقدمين . ففي عاداته ولبسه كان يشبه إيليا النبي . فبروح إيليا وقوته وبخ الأمة على فسادها . وشجب الخطايا المتفشية بين الشعب . لقد كان كلامه واضحا وموجها ومؤثرا . وكان كثيرون يعتقدون أن نبيا من القدماء قد قام ، وقد استيقظت الأمة كلها وتقاطرت جماهير الشعب إلى البرية.ML 85.5

    أعلن يوحنا عن مجيء مسيا ، ودعا الناس إلى التوبة. وكرمز للتطهير من الخطية كان يعمدهم في مياه الأردن . وهكذا بدرس ظاهر أمام العيون وله دلالته أعلن يوحنا أن أولئك الذين يدعون أنهم شعب الله كانوا منجسين بالخطية ، وإنه بدون تطهير القلب والحياة لن يكون لهم نصيب في ملكوت مسيا.ML 86.1

    وقد أتى إلى يوحنا الرؤساء ومعلمو اليهود والجنود والعشارون والفلاحون ليسمعوه .وقد أفزعهم إنذار الله الخطير إلى حين. وكثيرون تابوا واعتمدوا ، وخضع الناس من كل الطبقات لمطاليب المعمدان حتى يكون لهم نصيب في الملكوت الذي قد أعلن عنه.ML 86.2

    ثم جاء كثيرون من الكتبة والفريسيين معترفين بخطاياهم وطالبين المعمودية. ولكنهم كانوا مترفعين إذ حسبوا أنفسهم أفضل من غيرهم . وجعلوا الناس يحترمونهم لأجل تقواهم المزعومة . أما الآن وقد انكشفت خفايا قلوبهم الآثمة . وقد أقنع الروح القدس يوحنا بأن كثيرين من أولئك القوم لم يكن في قلوبهم اقتناع حقيقي بالخطية ، بل كانوا انتهازيين .وكأصدقاء للنبي كانوا يأملون أن يجدوا حظوة لدى الملك الجديد ، وإذ يقبلون المعمودية على يدي هذا الكارز الشاب الشهير كانوا يفكرون في زيادة نفوذهم على الشعب.ML 86.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents