Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    يدفن بكل إكرام

    ففي هذه الساعة الحرجة خف يوسف الرامي ونيقوديموس لنجدة التلاميذ . كان هذان الرجلان عضوين في مجمع السنهدريم ولهما صلة ببيلاطس . وكانا كلاهما غنيينويتمتعان بنفوذ عظيم . وقد صمما على أن يدفن جسد يسوع بكل إكرام . فذهب يوسف إلى بيلاطس بكل شجاعة وطلب جسد يسوع . فلأول مرة علم بيلاطس أن يسوع مات حقاً . كانت قد وصلته أخبار متضاربة عن الأحداث التي جرت عند الصلب ، ولكن خبر موت المسيح كان قد أخفي عنه تعمدا . كان الكهنة والرؤساء قد حذروا بيلاطس لئلا يخدعه تلاميذ المسيح فيما يختص بجسده . فإذ تقدم إليه يوسف بذلك الطلب أرسل يستدعي قائد المئة الذي كان يحرس الصليب وتحقق من موت المسيح . وطلب منه فأخبره عن المشاهد التي حدثت في جلجثة وبذلك تثبتت شهادة يوسف.ML 732.2

    أجيب يوسف إلى طلبه . ففيما كان يوحنا مضطربا ومتحيرا في كيف يدفن جسد سيده عاد يوسف وبيده ترخيص من بيلاطس بأخذ جسد المسيح ودفنه . وجاء أيضاً نيقوديموس حاملا مزيج مر وعود غالي الثمن نحو مئة منا لتحنيط الجثمان . إن أعظم أشراف أورشليم ما كان ليظفر جسده بإكرام أعظم من هذا عند موته . فاندهش التلاميذ حين رأوا هذين الرئيسين الغنيين مهتمين بدفن جسد سيدهم بكل إكرام مثلهم تماما. ML 732.3

    إنه لا يوسف ولا نيقوديموس جاهر بتلمذته للمخلص في حياته . لقد عرفا أن مثل تلك الخطوة كفيلة بطردهما من مجمع السنهدريم ، وكانا ينويان أن يحميا المسيح بنفوذهما في جلسات ذلك المجمع . وقد بدا أنهما نجحا إلى حين . ولكن الكهنة الماكرين إذ رأوهما يعطفان على المسيح عرقلوا خططهما . ففي غيابهما حكم على يسوع وأسلم ليصلب . أما الآن وقد مات فما عادا يخفيان حبهما له . ففي حين كان التلاميذ يخشون المجاهرة بأنهم أتباعه خف يوسف ونيقوديموس إلى مساعدتهم . كانوا في أشد الحاجة إلى معونة هذين الرجلين الغنيين الشريفين . فلقد أمكنهما أن يقوما للمعلم المائت بما كان يستحيل على التلاميذ الفقراء أن يقوموا به ، كما قاما بحمايتهم بواسطة ثروتهما ونفوذهما من حقد الكهنة والرؤساء وأذاهم.ML 733.1

    وبكل رقة ووقار أنزلا بأيديهما جسد يسوع من على الصليب . وقد انهمرت دموع العطف من مآقيهما وهما ينظران إلى ذلك الجسد المرضض والممزق . وكان يوسف يملك قبرا جديدا منحوتا في صخرة . وكان محتفظا به لنفسه . ولكونه قريبا من جلجثة فقد أعده لجسد يسوع . وبكل حرص لف الجسد مع الأطياب التي أتى بها نيقوديموس في الأكفان وحمل الفادي إلى القبر . فمدد التلاميذ الثلاثة تلك الأعضاء الممزقة ، وطووا اليدين المثقوبين على صدره الذي توقف فيه القلب عن الخفقان . وقد أتت النساء الجليليات ليرين أن كل ما يمكن أن يعمل قد عمل لجثمان معلمهن العديم الحياة . ورأين الحجر الثقيل يدحرج ويوضع على باب القبر ، ويترك المخلص ليستريح . كانت النساء آخر من تركن الصليب وآخر من تركن قبر المسيح . وإذ كانت ظلال المساء تتجمع ظلت مريم المجدلية والمريمات الأخريات باقيات عند موضع راحة سيدهم يسكبن دموع الحزن والحسرة على المصير الذي صار إليه ذاك الذي قد أحببنه ، “فرجعن وأعددن حنوطاً وأطياباً. وفي السبت استرحن حسب الوصية” (لوقا 23 : 56).ML 733.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents