Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    شهادة جندي وثني

    وفي ختام حوادث يوم الصلب جاء برهان جديد على إتمام النبوات وجاءت شهادة جديدة على ألوهية المسيح ، فعندما انقشعت الظلمة عن الصليب وصرخ المخلص صرخة الموت، في الحال سمع صوت يقول: “حقاً كان هذا ابن الله!” (متى 27 : 54).ML 729.1

    وهذه الشهادة لم ينطق بها صاحبها همسا . فإذ سمعها الناس اتجهت كل الأنظار هنا وهناك لمعرفة من نطق بها ومن أين أتت . فمن ذا الذي قال هذا القول ؟ كان ذلك الرجل هو قائد المئة الجندي الروماني . إن الصبر الإلهي الذي أبداه المخلص ، وموته الفجائي مع صيحة النصرة التي نطق بها كان لها تأثيرها في قلب ذلك الرجل الوثني . لقد اكتشف قائد المئة في ذلك الجسم المسحوق المرضوض المعلق على الصليب صورة ابن الله فلم يسعه إلا الاعتراف بإيمانه . وهكذا قدم برهان جديد على أن فادينا سيرى من تعب نفسه .ففي نفس يوم موته رأينا ثلاثة رجال مختلفين عن بعضهم البعض اختلافا بينا يعلنون إيمانهم- وهم قائد المئة الذي كان على رأس الحرس الروماني ، وسمعان القيرواني الذي حمل صليب المخلص ، واللص الذي مات مصلوبا إلى جوار السيد .ML 729.2

    وعندما أقبل المساء شمل موضع جلجثة سكون غير طبيعي . وقد تفرق الجمع وعاد كثيرون إلى أورشليم وحدث في أرواحهم تغيير عجيب لم يختبروه في صبيحة ذلك اليوم .كان كثيرون قد تقاطروا على موضع الصلب مدفوعين بدافع الفضول لا لأنهم كانوا يبغضون المسيح . ولكنهم كانوا لا يزالون يعتقدون بصدق اتهامات الكهنة للمسيح ، فكانوا ينظرون إليه على أنه فاعل شر . وقد اشتركوا مع الرعاع في توجيه الشتائم إلى المسيح مدفوعين إلى ذلك بدافع اهتياج غير طبيعي . ولكن عندما اتشحت الأرض بالمسوح والسواد وبدأت ضمائرهم تبكتهم أحسوا أنهم قد ارتكبوا جرماً عظيماً . فلم تسمع في غضون تلك الظلمة المخيفة أية كلمة هزل أو ضحكة ساخرة ، فلما أشرق النور من جديد رجعوا إلى بيوتهم في وجوم وصمت رهيب . وقد اقتنعوا الآن بأن التهم التي قدمها الكهنة الذي ضد يسوع كانت تهماً كاذبة وأن يسوع لم يكن إنساناً مدعيا . وبعد أسابيع قليلة عندما كان بطرس يكرز في يوم الخمسين كان هؤلاء الناس بين ألوف من اهتدوا إلى المسيح.ML 729.3

    ولكن قادة اليهود لم يتغيروا ولا أثرت فيهم الأحداث التي شاهدوها ، ولم تخف وطأة كراهيتهم ليسوع . والظلمة التي لفئت الأرض في وشاحها عند الصلب لم تكن أشد حلوكة من تلك التي كانت لم تزل مخيمة على عقول الكهنة والرؤساء . عند ميلاد المسيح عرفه النجم وقاد المجوس إلى المذود الذي كان مضجعا فيه . وقد عرفه جمهور الجند السماوي وتغنوا مسبحين فوق سهول بيت لحم . والبحر عرف صوته وامتثل لأمره . والأمراض والموت عرفت سلطانه وسلمته قتلاها . وقد عرفته الشمس فعندما شاهدت عذابات الموت التي كان يعانيها حجبت وجهها ونورها . والصخور عرفته فارتعدت وتشققت عندما سمعت صرخته . والطبيعة الجامدة عرفت المسيح وشهدت لألوهيته . أما كهنة إسرائيل ورؤس ا ؤهم فلم يعرفوا ابن الله.ML 730.1

    ومع ذلك فإن الكهنة والرؤساء لم يكونوا مطمئنين ولا مستريحين . لقد حققوا أغراضهم إذ قتلوا المسيح إلا أنهم لم يكونوا يحسون بنشوة الظفر التي كانوا ينتظرونها . حتى في ساعة انتصارهم المزعوم كانت الشكوك تزعجهم عما سيتمخض عنه المستقبل . لقد سمعوا صرخة المسيح القائلة: “قد أكمل” وقوله: “يا أبتاه، في يديك أستودع روحي” (يوحنا 19 : 30 ؛ لوقا 23 : 46). ورأوا الصخور تتشقق وأحسوا بالزلزلة العظيمة فلم يكونوا مستريحين ولا مطمئنين.ML 730.2

    لقد كانوا يحسدون المسيح بسبب النفوذ الذي كان له على الشعب حين كان حيا ، وحسدوه حتى في موته . ولقد باتوا يخافون من المسيح الميت أكثر كثيرا مما كانوا يخافون من المسيح الحي ، وأمسوا يخشون لئلا يتجه انتباه الناس بعد ذلك إلى الحوادث المرافقة للصلب وكانوا يخافون من نتائج عمل ذلك اليوم . ولم يكونوا يريدون لأي اعتبار أن يظل جسده معلقا على الصليب في يوم السبت . وكان ميعاد يوم السبت يقترب ، فبقاء أجساد المصلوبين معلقة على الصلبان كان فيه انتهاك لكرامة السبت . فاتخذ رؤساء اليهود هذا ذريعة تقدموا بها إلى بيلاطس حتى يعجل بموت المصلوبين وإنزال أجسادهم قبل غروب الشمس.ML 730.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents