Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

مشتهى الأجيال

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الله معلن في الخليقة

    في البدء أُعلن الله في كل أعمال الخلق. إن المسيح هو الذي نشر السماوات ووضع أساسات الأرض ، وإن يده هي التي علقت العوالم في الفضاء وأبدعت زنابق الحقل ، وهو“اْلمثبِتُ اْلجِبالَ بِقُوته“ ”الَّذي لَه اْلبحر وَهو صنعه (”مزمور ٦٥ : 6 ؛ 95 : 5). هو الذي ملأ الأرض بكل ألوان الجمال ، والهواء بالأغاني والتسابيح . وعلى كل ما في الأرض والهواء والسماء كتب رسالة محبة الآب.ML 18.1

    إن الخطية قد أتلفت وشوهت عمل الله الكامل ، ومع هذا فتلك الكتابة لا تزال باقية. وحتى الآن كل الخلائق تعلن وتذيع جلال مجده . لا شيء ، فيما عدا قلب الإنسانالأناني ، يعيش لذاته . فلا طير يحلق في جو السماء ، ولا حيوان يدب على الأرض إلاّ ويخدم كائنا آخر ، ولا ورقة من أوراق أشجار الغابات أو وريقة عشب تطلع من الأرض إلاّ ولها خدمتها التي تؤديها . فكل شجرة كبيرة وصغيرة وكل ورقة تسكب ذلك العنصر من الحياة الذي بدونه لا يمكن أن يعيش إنسان ولا حيوان . والإنسان والحيوان بدورهما يخدمان حياة الأشجار والنباتات . والأزهار يفوح شذا عطرها وتكشف عن جمالها بكونها بركة للعالم . والشمس ترسل نورها لتفرح العوالم كلها . والأوقيانوس العظيم الذي هو نفسه مصدر كل أنهارنا وينابيع المياه يستقبل الجداول من كل البلدان ، ولكنه يأخذ ليعطي .والضباب الصاعد من الأوقيانوس ينزل على الأرض في هيئة أمطار لإروائها حتى تلد وتنبت .ML 18.2

    ثم إن ملائكة السماء يجدون لذتهم وسرورهم في العطاء والبذل ، فهم يمنحون محبتهم ، ويسهرون بلا كلال ليحرسوا أرواح الناس الساقطين النجسين. فتلك الخلائق السماوية تحاول أن تخطب ود قلوب الناس ، وهم يأتون إلى هذا العالم المظلم بالنور من مواطن السماء البهية ، وبخدمتهم الرقيقة الصبورة يرفون على قلوب بنى الإنسان ليعيدوا الساقطين إلى الشركة مع المسيح الذي هو أقرب إليهم مما يظنون .ML 18.3

    ولكننا إذ نترك هذه الأمثلة الأقل شأنا نرى الله في يسوع. فإذ نشخص إلى الفادي نرى أنه يعكس لنا مجد الله . لقد قال المسيح: “لست أفعل شيئاً من نفسي”. “ كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب” ، “ أنا لست أطلب مجدي” بل مجد الذي أرسلني” (يوحنا 8:4 28: 6: 57 ؛ 8: 50 ؛ 7: 18). في هذه الأقوال يعلن لنا المبدأ العظيم الذي هو ناموس الحياة لكل المسكونة . فالمسيح أخذ كل شيء من الله ، ولكنه أخذ ليعطي . وهكذا في مواطن السماء ، في خدمته لكل الخلائق عن طريق ابنه الحبيب تفيض حياة الآب للجميع ، وعن طريق الابن تعود في شكل تسبيحات وخدمات مفرحة ومحبة غامرة لذاك الذي هو النبع العظيم لكل شيء . وهكذا في المسيح تكتمل دورة الرحمة والإحسان ممثلة صفة المعطي العظيم ، وناموس الحياة.ML 18.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents