الإفراط في الأكل

إن كثيرين ممن يرفضون أكل اللحوم وغيرها من المواد الغليظة الضارة يظنون أنه لكون طعامهم بسيطا وصحيا يمكنهم أن يفرطوا في الأكل بلا رادع فيأكلون كميات زائدة ، وأحيانا قد يصابون بالبطنة. ولكن هذا خطأ ، إذ ينبغي ألا يثقل على أعضاء الهضم بكمية أو نوع من الطعام يرهق جهاز الجسم وهو جيد للاستفادة منه.KS 189.5

لقد اصطلح الناس على أن يوضع الطعام على المائدة في أدوار. فإذ لا يعرف الإنسان ما سيجري بعد ذلك قد يتناول كفايته من الطعام الذي قد لا يكون أنسب طعام له. وعندما يقدم أخر صنف من الطعام فقد يجرؤ على تخطي الحدود ويتناول من الفاكهة أو الحلوى المغرية التي ليست صالحة ولا مناسبة له. فلو أن كل الطعام المعد لوجية يوضع على المائدة من البداءة فستكون للإنسان الفرصة يحسن الاختيار. احيانا يحس الإنسان في الحال نتيجة إفراطه في الأكل، ولكن في حالات أخرى لا يوجد إحساس بأي ألم، ولكن أعضاء الجهاز الهضمي تضيع منها القوة الحيوية، ويدمر أساس القوة البدنية.KS 190.1

إن الطعام الزائد عن الحاجة ينقل الجسم وتحدث من جرائه حالات مضطربة وبيلة. وهذا يستدعي نقل كمية من الدم إلى المعدة أكثر مما يلزم، الأمر الذي يصيب الأعضاء والأطراف بقشعريرة سريعة. وهذا أيضاً يبهظ أعضاء الهضم، وبعدما تقوم هذه الأعضاء بعملها ينشأ شعور بالإعياء والضعف. وبعض من يفرطون في الأكل بكيفية دائمة يدعون هذا إحساسا منصرفا بالجوع، ولكن سببه الإجهاد الواقع على أعضاء الهضم. وفي بعض الأحيان يصاب المخ يخدر فلا يكون لدى الإنسان ميل إلى القيام بأي مجهود ذهني أو جسماني.KS 190.2

فهذه الأعراض المزمنة تحدث ويحس بها الإنسان لأن الطبيعة قامت بعملها على حساب إنفاق القوى الحيوية الأمر الذي لم يكن له موجب أو داع ، وقد أجهدت تلك القوى إلى أقصى حد. إن المعدة تقول: «ارحمني» ولكن كثيرين يفسرون الإعياء على إنه طلب مزيد من الطعام . وهكذا فبدلا من إراحة المعدة ينقل كاهلها أعباء جديد، وينتج عن ذلك أن أعضاء الهضم يصيبها الضنى وتستهلك، في حين كان يجب أن تكون قادرة على القيام بعمل جيد نافع.KS 190.3