Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ٦ - التطرف في الطعام

    ليس كل من يؤمنون بالإصلاح في الغذاء هم مصلحون في الحقيقة. إن الإصلاح ، بالنسبة إلى أشخاص كثيرين ، ينحصر فقط في استبعاد بعض الأطعمة الضارة. فهم لا يفهمون ميادة الصحة فهما واضحا، و موائدهم التي ما تزال محملة بلذائذ الضارة هي أبعد ما تكون عن نموذج التعفف والاعتدال المسيحيين .KS 197.1

    وهناك طبقة أخرى الذين إذ يرغبون في إقامة مثال صالح يتطرقون إلى الناحية العكسية. إن البعض عاجزون عن الحصول على الأطعمة المطلوبة، وبدلا من استعمال الأشياء التي هي أفضل ما يسد النقص يستعملون طعاما فقيرا. وطعامهم لا يقدم لهم العناصر اللازمة للحصول على دم صالح . تتأثر صحتهم تأثيرا سيئا، ويتلقى نفعهم ، ويكون مثالهم دعاية مسيئة ضد الإصلاح في الطعام بدلا من أن يكون دعاية طبية له.KS 197.2

    وآخرون يظنون أنه ما دامت الصحة تطلب طعاما بسيطا فلا حاجة إلا إلى قليل من العناية في إنتقاء الطعام أو إعداده. والبعض يقيدون أنفسهم بطعام قليل جدا وتافه للغاية فلا يحصلون على تشكيلة كافية لسد حاجات الجسد، ويتألمون من جراء ذلك.KS 197.3

    والذين لا يفهمون مبادئ الإصلاح إلا فهما جزئيا هم في الغالب أشد الناس صرامة ليس في تنفيذ آرائهم لأنفسهم فحسب ولكنهم يشددون في تنفيذها في عائلاتهم وبين جيرانهم . وإن أثر إصلاحاته المخطئة كما يرى في صحتهم العليلة ومحاولاتهم في فرض آرائهم على غيرهم تقدم لكثيرين فكرة كاذبة عن الإصلاح الغذائي وتجعل كثيرين ينبذون تماما.KS 197.4

    أما من يفهمون قوانين الصحة ويسيرون بموجب المبدأ يرفضون التطرف في كلا الانغماس الزائد، أو التقييد أو المنع - فهم يختارون طعامهم ليس لمجرد إشباع الشهوة بل لأجل إسناد الجسم وتقويته. فهم يحاولون حفظ كل قواهم في أفضل حالاتها لأجل الخدمة السامية لله وللإنسان. في الميل يكون تحت سيادة العقل والضمير وهم يكافئون على ذلك بصحة الجسم والعقل. ففي حين أنهم لا يلحون بأفكارهم على الآخرين وكيفية مزعجة، فإن أمثالهم هو شهادة في صالح المبادئ السليمة. هؤلاء الأشخاص لهم تأثير للخير بعيد المدى.KS 197.5

    يوجد إدراك حقيقي للإصلاح الغذائي. ولكن يجب أن يدرس هذا الموضوع بتوسع وعمق ، وينبغي ألا ينتقد أحد غيره من الناس لأن عملهم ليس متوافقا مع عمله في كل شيء . فمن المستحيل سن قانون لا يتغير ولا يختلف التنظيم عادات كل واحد . وينبغي ألا يظن أحد نفسه مقياسا أو نموذجا للكل. فلا يمكن للجميع أن يأكلوا نفس الأصناف . فالأطعمة التي هي لذيذة وصحية الفرد قد تكون بلا طعم بل وضارة لآخر. بعض الناس لا يمكنهم تعاطي الحليب (اللبن) بينما آخرون ينجحون ويصحون بعد تناوله. بعض الأشخاص لا يستطيعون أن يهضموا البازلاء والفاصوليا، بينما آخرون يجدونها صحية. بالنسبة لبعض يُعتبر إعداد الحبوب بكيفية خشنة طعاما جيدا بينما آخرون لا يمكنهم تعاطيها.KS 198.1

    والذين يعيشون في بلدان جديدة أو في أقاليم جدباء حيث يندر وجود الفواكه والمكسَّرات ينبغي ألا يستبعدوا الحليب والبيض من غذائهم. لا جدال في أن الأشخاص الممثلين صحة والذين الشهوات الحيوانية فيهم قوية يحتاجون إلى تجنب تناول الأطعمة المنبهة. وعلى الخصوص في العائلات التي فيها أولاد يستسلمون لعادات شهوانية ينبغي عدم استعمال البيض . ولكن في حالة الأشخاص الذين أعضاؤهم المنتجة للدم ضعيفة، وعلى الخصوص في حالة عدم تيسر أطعمة أخرى لإمداد الجسم بالعناصر المطلوبة - في الحليب والبيض ينبغي عدم استبعاد هما كلية . ومع ذلك فينبغي اتخاذ الحرص الشديد للحصول على الحليب من أبقار صحيحة الجسم ، والبيض وكذلك من دجاج صحيح الجسم متمتع كفايته من الطعام وحاصل على رعاية كافية. والبيض يجب أن يعد بحيث يكون هضمها سهلا.KS 198.2

    ينبغي أن يكون الإصلاح في الطعام تدريجيا. فإذ تكثر أمراض الحيوانات يتزايد الخطر من تعاطي الحليب والبيض ، فيجب بذل مجهود للاستعاضة عن هذين الصنفين بأشياء أخرى صحية ورخيصة. يجب على الناس في كل مكان أن يتعلموا كيف يطهون بدون حليب او بيض على قدر الإمكان، ومع ذلك يكون طعامهم صحياً وشهيا.KS 198.3

    هذا، وإن التدرب على تناول وجبتين فقط في اليوم وجد، عادة، أنه مفيد للصحة، ومع ذلك ففي بعض الظروف قد يحتاج الناس إلى وجبة ثالثة. ومع ذلك فهذه الوجبة لو اخذت إطلاقا ينبغي أن تكون خفيفة جدا ومن طعام يسهل هضمه. إن «الفشار» - البسكوت الإنجليزي - أو الخبز المحمص و الفاكهة أو المشروبات المصنوعة من مسحوق الحليب هي أفضل الأطعمة لأجل وجبة العشاء .KS 198.4

    إن البعض هم أبدا جزعون لئلا يضرهم طعامهم مع كونه بسيطا وصحيا. ولهؤلاء أقول: لا تظنوا أن طعامكم يضركم، لا تفكروا في ذلك مطلقا. وكلوا بحسب أفضل حكمكم ، وبعدما تسألون الرب أن يبارك الطعام لتقوية أجسامهم تقول أنه يسمع صلاتكم وكونوا مطمئنين.KS 199.1

    ولكون الميدا يتطلب منا أن نستبعد بعيدا عن الأشياء التي تهيج المعدة وتتلف الصحة فيجب أن نذكر أن الطعام التافه الفقير يتسبب عنه فقر الدم . إن حالات المرض التي يصعب جدا شقاؤها تنجم عن هذه العلة. قال جسم لا يحصل على كفايته من التغذية فينتج عن ذلك سوء الهضم والضعف العام. والذين يتناولون مثل هذا الطعام لا ترغمهم إنفاقه دائما على أن يفعلوا ذلك ، ولكنهم يتناولون منه بسبب الجهل أو الإهمال، أو لكي ينقذوا آراءهم الخاطئة عن الإصلاح.KS 199.2

    إن الله لا يتمجد عندما يهمل الجسم أو ينتهك وهكذا يكون غير أهل لخدمته. أما رعاية الجسم بكوننا نوفر له الطعام اللذيذ والمقوي فهذا في مقدمة واجبات رب البيت. إنه أفضل لنا جدا أن تلبس ملابس رخيصة وأن تكون في بيوتنا أثاثات رخيصة من أن نحدد كمية الطعام.KS 199.3

    إن بعض أرباب البيوت يقتُرون على مائدة العائلة لكي يعدوا ولائم مكلفة لضيوفهم. ولكن هذا تصرف غير حكيم. ففي الوليمة المعدة للضيوف ينبغي أن تتوفر بساطة عظيمة. إن حاجات العائلة يجب أن تنال أول وأعظم اهتمام.KS 199.4

    إن الاقتصاد غير الحكيم والعادات المصطنعة كثيرا ما تحول بين الناس وبين إظهار كرم الضيافة حيث يُحتاج إليه ويمكن أن يكون بركة. إن مؤونة الطعام المنتظمة لأجل موائدنا ينبغي أن تكون كافية بحيث أن أي ضيف يأتي على غير انتظار يمكننا أن نرحب به يدون أن نرهق ربة البيت لإعداد طعام زائد.KS 199.5

    وعلى الجميع أن يتعلموا ماذا يأكلون وكيف يُطهى طعامهم. فالرجال كالنساء سواء بسواء يجب عليهم أن يفهموا كيفية إعداد الطعام بطريقة بسيطة وصحية. إن عملهم يدعوهم في كثير من الأحيان للذهاب إلى أماكن لا يوجد فيها طعام صحي، وحينئذ فمتى كانت عندهم خبره بفن الطهو يمكنهم استخدامها لأغراض صالحة.KS 199.6

    عليك أن تتأمل في طعامك باهتمام. ادرس من السبب إلى النتيجة واغرس في نفسك فضيلة ضبط النفس. اجعل قابليته للطعام تحت سلطان عقلك . ولا ترهق المعدة أبدا بالإفراط في الأكل، ولكن لا تحرم نفسك من الطعام الصحي اللذيذ الذي تتطلبه صحتك.KS 199.7

    إن الآراء الضيقة المتزمتة لبعض مصلحي الصحة المزعومين كانت ضررا بليغا لقضية الصحة. فعلى أساتذة الصحة أن يذكروا أن إصلاح الطعام سيحَكم نشأته إلى حد كبير بواسطة المؤونة التي يعدونها موائدهم ، وبدلا من اتخاذ نهج يجلب عليه العار، عليهم أن يمثلوا مبادئه بحيث يقدمونها مثالا العقول المخلصة. ويوجد فريق كبير سيقاومون أية حركة للإصلاح مهما تكن معقولة إذا كانت تنطوي على تقييد لكنهم. إنهم يستشيرون ذوقهم بدلا من استشارة عقولهم أو قوانين الصحة. هذا الفريق يحسب كل من يحيدون عن طريق العرف المطروق ويناصرون الإصلاح قوما متطرفين مهما يكن مسلكهم من آسيا أو لانقا. وحتى لا يكون لهؤلاء الناس أساس للانتقاد، فعلى رجال الصحة ألا يحاولوا رؤية مقدانى اختلافهم عن غيرهم بل عليهم أن يحاولوا التقرب منهم بقدر الإمكان دون ما تضحية بالمبدأ.KS 200.1

    وعندما ينجح من يناصرون الإصلاح الصحي إلى حد التطرق ، فلا غرابة إذا كان كثيرون ممن يعتبرون هؤلاء الأشخاص ممثلين مبادئ الصحة يرفضون الإصلاح كلية. فهذا المتطرفة كثيرا ما يحدث ضررا في وقت قصير أكثر مما يمكن أن يصلحه الإنسان الذي يعيش ثابتا مدى حياته.KS 200.2

    إن الإصلاح الصحي أساسه الميادين الواسعة والبعيدة المدى، وعلينا yi تحقر من شأنه بآرائنا وأعمالنا الضيقة المتزمتة. ولكن ينبغي لا يسمح احد للمقاومة أو السخرية أو الرغبة في إرضاء الآخرين والتأثير عليهم أن تحوله عن المبادئ الحقيقية أو تجعله ينظر إليها باستخفاف. إن من يخضعون لحكم المبدأ سيكونون تابعين مستقري الرأي في الوقفة إلى جانب الحق ، ومع هذا ففي كل معاشرائهم سيظهرون روحا كريمة مسيحية واعتدالا حقيقيا .KS 200.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents