Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    «بمقتضى رحمته خلصنا»

    إن عبدا لقائد مئة كان مطروحاً مفلوجاً. كان الخدم عند الرومان عبيداً يُشترون و يباعون في الأسواق، وفي الغالب كانوا يُعاملون بمنتهى الامتهان والقسوة، ولكن قائد المئة كان مشفقا و عطوفا على خادمه وكان يتوق إلى شفائه. وكان يؤمن بأن يسوع يستطيع أن يشفيه. لم يكن قد رأى المخلص، ولكن الأخبار التي كان قد سمعها ألهمته الإيمان . وبالرغم من تمسك اليهود بالرسميات والطقوس فقد كان هذا الروماني مقتنعاً بأن دينهم أسمي من دينه وأفضل. لقد حطم ونقض من قبل سياجات التعصب القومي والكراهية التي قد فصلت بين الفاتحين والشعب المغلوب على امره. ولقد أبدى احترامه لخدمة الله وابدي لليهود عطفا واشفاقا كمن هم عبيده الساجدون له. ووجد في تعاليم المسيح التي وصلت أخبارها ما كانت تحتاجه النفسي . وكل ما هو روحي في داخله استجاب لأقوال المخلص: ولكنه ظن نفسه غير مستاهل لأن يقترب من يسوع، فطلب من شيوخ اليهود أن يسألوه بشأن شفاء عبده.KS 31.4

    فتقدم أولئك الشيوخ يطلبهم إلى يسوع قائلين له في إلحاح: «إنه مستحق أن يفعل له هذا لأنه يحب أمتنا وهو بنى لنا المجمع» (لوقا 7:4و5).KS 31.5

    ولكن فيما كان يسوع في طريقه إلى بيت قائد المئة وصلته رسالة من قائد المئة نفسه يقول له: «ياسيد لا تتعب لأني لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي» (لوقا 7:6).KS 31.6

    فإذ يواصل المخلص السير في طريقه، يأتيه قائد المئة بنفسه ليكمل الرسالة قائلاً: «لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك».KS 31.7

    «لكن قل كلمة فقط فيبراً غلامي لأني أنا أيضاً إنسان تحت سلطان لي جند تحت يدي أقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر ائت فيأتي ولعبدي افعل هذا فافعل » (لوقا ۷:۷؛ منی ۸:۸ و ۹).KS 31.8

    وكأنما قائد المئة يقول: «إني أمثل سلطان روما وجنودي يعتبرون سلطاني أسمي سلطان ، كذلك أنت تمثل سلطان الإله السرمدي وكل الخلائق رهن كلمتك . فتستطيع أن نأمر المرض فيمضي ويطيع كلمتك. قل كلفة فييراً غلامي».KS 32.1

    قال له المسيح: «کما آمنت لیکن لای. فیراً غلامه في تلاگ الساعة» (متى ۱۳:۸).KS 32.2

    لقد امتدح شيوخ اليهود قائد المئة أمام المسيح بسبب الإحسان الذي أسداه إلى «أمتنا» قائلين: إنه مستحق لأنه «بنى لنا المجمع». اما قائد المئة فقال عن نفسه: «لست مستحقاً». ومع ذلك فهو لم يخف من أن يسأل العون من يسوع. إنه لم يركن إلى صلاحه ولكنه اعتمد على رحمة المخلص . وكانت حجته الوحيدة هي حاجته الشديدة. إنه بإمكان كل إنسان أن يأتي إلى المسيح بنفس هذه الكيفية: «لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا» (تيطس 5:3). فهل تحس انك لكونك خاطئا فأنت لا تستطيع أن ترجو الحصول على بركة من الله؟ أذكر أن المسيح قد أتى إلى العالم ليخلص الخطاة. ليس لدينا ما يستحق لأجله أن تنال حظوة لدى الله. والحجة التي يمكننا التقدم بها الآن وفي كل وقت هي حالة العجز التام التي نحن فيها، والتي تجعل قوته الفادية ضرورة لازمة لنا كل اللزوم . فإذ تنبذ كل اعتمادا على الذات يمكننا أن تشخص في صليب الجلجثة قائلين:KS 32.3

    «إني ضعيف خاطئ لا عون لي إلا الصليب»KS 32.4

    «إن كنت تستطيع أن تؤمن. کل شی مستطاع للمؤمن» (مرقس ۲۳:۹). الایمان هو الذي يربطنا بالسماء و يمنحنا قوة لمقاومة قوات الظلمة، ففي المسيح أعد الله الوسائل الكفيلة بإخضاع كل صفة شريرة ومقاومة كل تجربة مهما تكن قسوتها. ولكن كثيرين يحسون بأنه يعوزهم الإيمان، ولذلك يظلون بعيدين عن المسيح. فليلق هؤلاء أنفسهم، وهم يشعرون بعجزهم وعدم استحقاقهم ، على رحمة مخلصهم العطوف . لا تنظروا إلى ذواتهم بل إلى المسيح. فذاك الذي شفي المرضى وإخراج الشياطين وهو يجول بين الناس ، لا يزال هو نفسه الفادي القدير. إذا تمسك بمواعيده علي أنها أوراق من شجرة الحياة، فهو القائل: «من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً» (يوحنا 6: 3٧). وإذ تقبل إليه آمن بأنه يقبله لأن هذا ما وعد به. ولن تهلك طالما تفعل ذلك — لن تهلك أبداً.KS 32.5

    «الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رومية 8:5) و«إن كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على أبنه بل بذله لأجلنا أجمعين، کيف لا يهبنا آیضاًمعه کل شيء»؟ (رومية ۸: ۳۱ و ۳۲).KS 32.6

    «فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية ۳۸:۸ و ۳۹).KS 33.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents