تقديرنا لحاملي الأثقال

إن كثيرين قد حملوا أثقالا قليلة جدا، ولم تختبر قلوبهم إلا القليل جدا من الحزن الحقيقي، ولم يحسوا إلا بالقليل جدا من الارتباك والضيق لأجل الآخرين بحيث لا يستطيعون أن يدركوا عمل حامل الأثقال الحقيقي. وهم غير أهل لتقدير اثقاله كما لا يفهم الطفل رعاية وتعب أبيه المثقل بالهموم والمسؤوليات . فقد يدهش الطفل حين يرى المخاوف والارتباكات التي تكتنف أباه. فهو يرى أن لا داعي لهذه كلها. ولكن عندما تتقدم به الأيام ويزيد اختباره ، ويبدأ هو في حمل الأثقال فسينظر إلى الخلف إلى حياة أبيه ويدرك ما لم يكن يفهمه قبلا. لقد اكسبه الاختبار علما ومعرفة.KS 306.3

إن عمل كثيرين من حاملي الأثقال غير مفهوم، وليس من يقدر أتعاب حامل الأثقال حتى يعاجله الموت. فعندما يضطلع آخرون بحمل الأثقال التي ألقاها عنه ويواجهون الصعوبات التي سبق وواجهها فحينئذ سيدركون إلى أي حد امتحن إيمانه وشجاعته. عندئذ، فغالبا ما تغيب عن أنظارهم الأخطاء التي كانوا يسرعون في لومه عليها. فالاختبار يعلمهم العطف. إن الله يسمح بأن يكون الناس في وضع يتطلب مسؤولية. عندما يخطئون قاله السلطان في أن يقوّمهم أو يبعدهم ، فلنحترس حتى لا نأخذ بين أيدينا عمل الإدانة الذي هو عمل الله وحده.KS 306.4

إن لنا درسا في تصرف داود مع شاول. لقد مُسح شاول ملكا على إسرائيل بأمر الله. ولكن بسبب عصيانه أعلن الله أن الُملك يجب أن يؤخذ منه، و مع ذلگ کم کان تصرف داود رقيقا ولطيفا وصنبورا من نحوه ! إن شاول إذ كان يطلب نفس داود جاء إلى البرية ودخل وحده إلى الكهف ذاته الذي كان داود ورجال حربه مختبئين فيه. «قال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هانذا ادفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك . . . فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو» (1 صموئيل ٢٤: 4 — 6). والمخلص يأمرنا قائلا: «لا تدينوا لكي لا تدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون و یا لکیل الذي به تکيلون یکال لکم » (متى ۱:۷ و ۲) . فإذکر ان سفر حياتك سرعان ما سيفحص أمام الله. ثم أذكر أيضا أنه قد قال: «لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين . . . لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها» (رومية 2 : 1).KS 307.1