ربح الأحباء

صحيح أنك قد تشعر بنوع من القلق على نفوس أحبائك، و ربما حاولت أن تفتح لهم كنوز الحق، وفي اهتمامك تذرف الدموع لأجل خلاصهم، ولكن حيب يبدو لك أن تأثير كلماتك فيهم قليل و أن لا استجابة ظاهرة لصلواتك، إذ ذاك تكاد تنحي باللائمة على الله لكون أن جهودك لم تأت بثمر. تشعر بأن أعزاءك ذوو قلوب متحجرة بنوع خاص، و أنهم لا يتجاوبون مع مجهوداتك، ولكن هل فكرت جاداً أن الخطأ قد يكون في نفسك بالذات؟ هل فكرت في أنك تهدم باليد الواحدة ما تسعى لبنائه بالأخرى؟SM 207.2

لقد سمحت لروح الله في أوقات أن يهيمن عليك، و في أوقات أخرى أنكرت إيمانك بتصرفاتك، فأفسدت ما تبذل من جهود لأجل أحبائك، لأن هذه الجهود المبذولة لأجلهم قد فقدت تأثيرها بسبب تصرفاتك، طباعك و تصرفاتك و عاداتك و حالة التضجر المسيطرة على عقلك و افتقارك إلى شذا الحياة المسيحية و إلى التقوى، بل تعبيرات وجهك بالذان قد شهدت عليك...SM 207.3

لا تستخف أبداً بأهمية الأمور الصغيرة، فهي تمدنا بأسباب مقومات الحياة. و إنما بها تدرب النفس حتى تنمو إلى شبه المسيح أو تتسم بصورة الشر. ليساعدنا الله لنشكل عادات في التفكير و التعبير و النظر و العمل تشهد لكل من هم حولنا بأننا كنا مع يسوع و تعلمنا منه — (ج : 9 آذار — مارس 1893).SM 208.1