إسعاد البيت
إذا كان من موضع يتبارك بالشبان فإنما هو البيت، أما إذا استسلم الشبان لهواهم بدلاً من التروي في الأمور و الانقياد بالتعقل الصاحي الرشيد، و الحكم الصادق السديد، و بهمسات الضمير المستنير فلن يكونوا بركة للمجتمع أو لأسرة أبيهم، و تمسي أطماحهم في هذا العالم و رجاؤهم في العالم الأفضل محفوفة بالخطر.SM 354.2
و يستقر في نفوس الكثيرين من الشبيبة أن حياتهم الباكرة لم تخلق للجد، و الاهتمام بأشغال البيت، بل لتبدد في اللهو الفارغ و الهزل و المجون و الانهمال الطائش في الملذات. كثيرون و هم منصرفون في جهالتهم إلى إطلاق العنان لعواطفهم و شهواتهم لا يفكرون إلا باللذة العابرة التي تصاحبها. إن رغبتهم في اللهو و التسلية، و تعقلهم بالصحبة و العشرة، و شغفهم بالهذر (طق الحنك) و الضحك تزداد كلما أوغلوا فيها، فلا يعودون يستلذون واقع الحياة الجدّي، فتبدو لهم واجبات البيت غير ملذة ولا مرغوب فيها. ليس ثمة تلوّن أو تبدل كاف في المعيشة يتجاوب مع عقولهم، فيمسون مضطربين نكدين شكسين ناريي الطباع. فليشعر هؤلاء الشبان أن الواجب يدعوهم إلى جعل البيت سعيداً بهجاً...SM 355.1
وقد يكون ضرورياً جداً أن يستبدل، إلى حين، العمل اليدوي الذي أنهك القوة، تمكيناً للمشتغلين في استئناف العمل بهمة أشد و نجاح أعظم. و ربما كان إخلادهم إلى الراحة كلية غير ضروري، و لا محمود العاقبة بالنسبة لقواهم الجسمية.SM 355.2
ينبغي ألا يبددوا اللحظات الثمينة حتى حين يجهدهم و يرهقهم اشتغالهم بلون واحد من ألوان العمل، إذ يمكنهم في حالة كهذه أن يزاولوا عملاً آخر ليس هكذا معنتاً، و لكن فيه بعض العون لأمهم و أخواتهم. و إذ يخففون من أعبائهن بأداهم أثقل الواجبات يحصلون على تلك التسلية النابعة من المبدأ، و التي تنيلهم السعادة الحقة، و لا يعودون ينفقون وقتهم في ملذاتهم الأنانية — (3 ه : 221 — 223).SM 355.3
* * * * *