يجب استشارة الوالدين

متى يتعقل شبيبتنا؟ حتّام يظلون سادرين عابثين؟ أيستشير الأولاد رغائبهم و ميولهم فقط دون ما التفات إلى نصح والديهم و صائب رأيهم؟ البعض كما يبدو لا يألهون لرغبات والديهم، ولا اعتبار عندهم لحكمهم السديد الرشيد، لأن محبة النفس الأنانية قد نفت من قلوبهم المودة البنوية، فينبغي لذلك أن توقظ عقولهم لاستدراك ما قد فاتهم في هذا الأمر. إن الوصية الخامسة هي الوصية الوحيدة المعطاة بوعد، و لكنهم يستخفون بها بل يتنكرون لها إرضاء للحبيب، و أمست الزراية بمحبة الأم و الاستهتار برعاية الأب من الخطايا المسطورة في سجل الكثيرين من الشبان و الفتيات.SM 471.2

من بين الأخطاء الشنيعة التي ترتكب في هذا الموضوع الإعتقاد أن عواطف الأحداث الأغرار يجب ألا يعكر صفوها، و أن مسائل حبهم يجب عدم التدخل فيها. إذا كان من موضوع يحتاج إلى تقليب النظر فيه و إشباعه درساً و تمحيصاً فهو الموضوع عيناً، فالحاجة تمس فيه إلى الاستعانة باختبارات الآخرين و إلى وزنه و النظر فيه من كلا جانبيه بدقة و رصانة، و لكن السواد الأعظم من الناس اليوم ينظرون إليه بكثير من الاستخفاف و الاستهتار.SM 471.3

أصدقائي الشباب، خذوا بمشورة الله و نصح والديكم الأتقياء في هذا الأمر، و اطلبوا الإرشاد بالصلاة. زنوا كل عاطفة و ميل في الذي تنوون ربط حياتكم به، و راقبوا كل تطور أو تحول في خلقه، لأن الخطوة التي أنتم مقدمون عليها هي على أعظم جانب من الأهمية في حياتكم، و ينبغي عدم الإقدام عليها في تسرّع و طيش. فإذا أحببتم فلا يكن حبكم أعمى.SM 472.1

إنتبه جيداً، (أيها الشباب) لترى هل ستكون حياتك الزوجية سعيدة أم مختلة تاعسة. سائل نفسك: هل يكون هذا الزواج معواناً لي في مسيري نحو السماء؟ و هل يزيد من محبتي لله؟ و هل يجعلني أكثر نفعاً في هذه الحياة؟ إن نعم، فأقدم على ما أزمعت عليه في خوفه تعالى.SM 472.2

حتى و إن تمت الخطبة دون فهم تام منك لصفات من انتويت الاقتران به فلا تظنن أن هذه الخطبة تلزمك بالضرورة إن تقدم على الزواج وربط حياتك مدى الحياة بشخص لا تستطيع أن تحبه أو تحترمه. كن حريصاً للغاية في عقد خطبة مشروطة، و لكن لأن تفصم عرى الخطبة قبل الزواج خير من الانفصال بعده كما يفعل كثيرون.SM 472.3