الحاجة إلى الحكم السديد

إذا كان من موضوع يحتاج إلى التأمل فيه بتعقل رزين و تبصر مستأن هادئ فإنما هو موضوع الزواج، و إذا كان من وقت نحتاج فيه إلى استقاء المشورة من الكتاب المقدس فذلك يكون قبل اتخاذ الخطوة التي تربط بين شخصين مدى الحياة، و لكن الاتجاه السائد و الميل الغالب هو أن يعتمد الشعور دليلاً، و في حالات كثيرة تقبض عاطفة الهوى على السكان (الدفة) و تقود سفينة الحياة إلى هلاك محقق. و في هذا المجال يظهر الشبيبة أقل ذكاء منهم في أي مجال آخر، و يرفضون استعمال عقولهم أو الدخول في نقاش مع غيرهم، و تبدو مسألة الزواج بالنسبة لهم ذات قوة آسرة و تأثير ساحر. لا يخضعون ذواتهم لله، لأنهم مسبيو الشعور يعملون في تكتم كأنما هو يخشون أن يتدخل في خططهم أحد.SM 470.1

إن التكتم الذي يحاط به سير المعاشرات التحببية و الزواجات هو المسؤول عن قدر هائل من البؤس الذي لا يعلم مداه سوى الله وحده. على هذه الصخرة تحطمت سفن حياة الكثيرين. و إن المدعوين مسيحيين الذي اتصفت حياتهم بالنبل و الاستقامة، و الذين هم، كما يبدو، متعلقون في سائر الأمور الأخرى — هؤلاء يرتكبون أخطاء فظيعة هنا. فيظهرون إرادة عنيد مصممة لا يقوى المنطق أو العقل على تليينها، و يبلغ بهم الاستغراق بالأحاسيس و الخواطر البشرية حداً يفقدون معه الرغبة في تفتيش الكتاب و الدخول في علاقة أوثق مع الله.SM 470.2

يعرف الشيطان مواطن الضعف من فرائسه فيعرض حكمته الجهنمية بشتى الحيل ليقتنص النفوس للهلاك. يراقب كل خطوة تتخذ، و يقدم إقتراحات كثيرة تتبع بدلاً من إرشاد الله. هذا الشرك الخطر الذي أجيد حبك خيوطه قد أعد بدهاء لاصطياد الشباب و المتهورين، و غالباً ما يكون الشرك مخفياً وراء ستار من نور براق، و لكن ضحاياه قد طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة، و نتيجة لذلك نرى حطام البشرية أينما تلفتنا.SM 471.1