الخطوات الأولى
إنه امتياز لكل مسيحي أن ينعم بتأثيرات الروح القدس العميقة، فالذهن يغشاه سلام حلو سماوي، و إذ ذاك تنشأ لديكم الرغبة في التأمل في الله و السماء، و تتلذذون بالمواعيد المجيدة التي في كلمته. لكن اعلموا أولاً أنكم قد بدأتم الطريق المسيحية. اعلموا أنكم قد خطوتم الخطوات الأولى في درب الحياة الأبدية. لا تنخدعوا. إني لخائفة أجل إذ أنا أعلم أن كثيرين منكم لا يعرفون ما هي الديانة. لقد شعرتم ببعض الإنفعال، ببعض التأثر، غير أمكن لم تروا الخطية في فظاعتها البتة. لم تشعروا قط بحالتكم المتلفة و لم تتركوا طريقكم الشريرة بحزن مر. إنكم لم تموتوا قط عن العالم، بل لم تزالوا تحبون مسراته، والانخراط في أحاديث حول أمور دنيوية. و لكن إذ يعرض الحق الإلهي فليس لديكم إذ ذاك ما تقولونه. لماذا تصمتون هكذا؟ لماذا تكثرون من الحديث في المسائل الدنيوية و تصمتون لدى عرض الموضوع الذي ينبغي أن يكون موضع أعظم اهتماماتكم و يستغرق عليكم كل تفكيركم، بل كيانكم بأكمله؟ ذلك لأن الحق الإلهي ليس ساكناً فيكم — (1 ه : 158 و 159).SM 134.2