Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصبا و الشباب

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    قوة ضبط النفس

    إن الخلق لهو أشد ما يكون قابلاً للتأثر في مرحلتي الطفولة و الشباب، فينبغي اكتساب فضيلة ضبط النفس و قتئذ. فحول الموقد و في دائرة العائلة ينطبع من التأثيرات ما نتائجه تدوم دوام الأبدية. إن العادات التي ترسّخ في السنين الباكرة من شأنها، أكثر من أي هبة طبيعية، أن تقرر هل سيكون المرء منتصراً أم فاشلاً في معركة الحياة.SM 137.1

    ربما ليس من خطأ يجيزه الكبار و الصغار لأنفسهم باستخفاف فيما يتعلق باستعمال اللغة مثل الكلام المتسرع النزق. يظنون أن كل ما يحتاجون إليه هو أن يعتذروا بالقول “لقد فقدت السيطرة على أعصابي، و لم أقصد بالحقيقة ما قلت” غير أن كلمة الله لا تجيز الأمر بسهولة. بقول الكتاب: “أرأيت إنساناً عجولاُ في كلامه، الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به” “مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه”.SM 137.2

    إن القسط الأكبر من مكدرات الحياة و همومها و مزعجاتها إنما سببه الطمع غير المنضبط، ففي لحظة واحدة يمكن أن يفعل المرء من الشر بكلمات عجولة منفعلة مستهترة ما لا يستطيع إزالته طوال حياة كاملة يقضيها في التوبة و الندامة. يا للقلوب المنسحقة و الأصدقاء المنفّرة المبعّدة و الحياة المحطمة بفعل كلمات قاسية متسرعة يطلقها من كان بإمكانهم أن يكونوا سبب عزاء و عون و شفاء!SM 137.3

    إن إجهاد النفس بالعمل، أحياناً ما يفقد المرء سيطرته على أعصابه، غير أن الله لا يرغم أحداً مطلقاً على النشاطات العجولة المعقدة. كثيرون يثقلون ذواتهم بأعباء لم يلقها عليهم الآب السماوي الرحيم، و هو تعالى لم يرسم الواجبات أن يزحم واحدها الآخر عند أدائها. إن الله يريدنا أن ندرك أننا لا نمجد اسمه حين نلقي على عواتقنا أثقالاً هكذا كثيرة بحيث نهبط أنفسنا بالعمل و نمسي منهوكي القلب و الدماغ فنهتاج و نغضب و نعنّف الآخرين. ليس علينا أن نضطلع إلا بما يضعه الرب علينا من مسؤوليات، متكلين عليه، فنحفظ بذلك قلوبنا نقية رقيقة ودودة.SM 137.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents