المثال الذي يرومه الله
إن بين الشبيبة المدعين التقوى فريقاً يبدو أنهم يناقضون هذا الادعاء، فهم لا يحرزون تقدماً في المعرفة أو في الحياة الروحية. قواهم تنكمش و تضعف بدلاً من أن تنمو و تشتد، غير أن كلمات المرنم (أعلاه) تصدق في المسيحي الحقيقي. حقاً، ليس حرف كلمة الله المجرد هو الذي ينير العقل، و إنما هي الكلمة التي تفتح و تطبع على القلب بواسطة الروح القدس. حين يتجدد الإنسان بإخلاص يصير ابناً لله، شريكاً في الطبيعة الإلهية، ليس أن قلبه فقط يتجدد، بل تقوى أيضاً قوى عقله و تنشط. هناك أمثلة كثيرة لأشخاص اعتبروا قبل تجديدهم أنهم ذوو كفاءة عادية أو حتى ناقصة، و لكنهم بعد التجدد بدوا متغيرين كلياً، و إذ ذاك أظهروا مقدرة مشهودة على فهم مبادئ كلمة الله و تقديم هذه المبادئ للآخرين، حتى أن أصحاب العقول الراجحة اعتبروا التحدث إلى هؤلاء الناس امتيازاً، إن شمس البر، و قد أشرقت على عقولهم، بعثت كل طاقة، محولة إياها إلى مزيد من العمل الناشط.SM 63.2
بود الله أن يعمل أعمالاً عظيمة للشبيبة لو أنهم، بمعونة الروح القدس، يتقبلون كلمته في القلب و يطيعونها في الحياة. إنه لا ينفك يسعى لجذبهم إلى نفسه الذي هو مصدر كل حكمة ونبع الصلاح و الطهارة و الحق. و ذو الفكر المنصرف إلى المواضيع المجيدة السامية يصبح هو نفسه مشرفاً.SM 64.1