Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصبا و الشباب

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    متعة العمل

    من بين الشرور الناجمة عن الغنى، بل من بين أفظعها، تلك الفكرة الرائجة القائلة أن الشغل محقّر. يقول النبي حزقيال: “هذا كان إثم أختك سدوم الكبرياء و الشبع من الخبز و السلام و الاطمئنان كان لها و لبناتها و لم تشدد يد الفقير و المسكين” حزقيال 16 : 49. هنا نرى بوضوح النتائج الفظيعة للكسل الذي يضعف العقل و يحط النفس و يفسد الفهم و الإدراك، محوّلاً إلى لعنة ما قد أعطي ليكون بركة. إن الرجل العامل أو المرأة العاملة هو الذي يرى أن الحياة تنطوي على ما هو عظيم و صالح، و يرتضي أن ينهض بمسؤولياتها بإيمان و رجاء.SM 222.1

    إن الدرس الجوهري المستمد من العمل الراضي في واجبات الحياة الضرورية يحتاج أن يتعلمه الكثيرون من تابعي المسيح. إن اشتغالك لله كميكانيكي أو تاجر أو محام أو مزارع، وإدخالك مبادئ المسيحية إلى أشغال الحياة العادية، إنما يتطلب من النعمة و تدريب الأخلاق الصارم أكثر مما يتطلبه اشتغالك كمبشر نظامي في حقل العمل المفتوح. إن مسألة إدخال الديانة إلى المصنع أو مكتب الأعمال حيث تقدّس أعمال كل يوم و ينظم عقد كل صفقة حسب قياس كلمة الله، إنما تتطلب أعصاباً روحية قوية. و ذلك هو ما يطلبه الرب.SM 222.2

    و الرسول بولس اعتبر الكسل خطية. لقد تعلم حرفة صنع الخيام في فروعها العليا و الدنيا، و أحياناً كثيرة في أثناء خدمته كان يشتغل بهذه الصناعة ليعول نفسه وآخرين، و لم يحسب الوقت المنفق هكذا أنه خسارة، فإذ اشتغل تهيأ له الاتصال بفريق من الناس لم يكن اتصاله بهم ممكناً بغير ذلك، و قد بين لرفقائه أن المهارة في الأشغال العادية هي هبة من الله، و علمهم أنه بالإمكان إكرام الله حتى بأعمال الكدح اليومية. إن يديه اللتين أكسبهما الكد خشونه لم تقللا من قوة مواعظه المؤثرة كخادم مسيحي.SM 222.3

    لقد رسم الله أن يكون الجميع عمالاً. إن الدواب حاملات الأثقال تتجاوب مع قصد الله في خلقها أكثر مما يتجاوب الإنسان الكسول المتراخي. الله لا يكف عن العمل. و كذلك الملائكة. إنهم خادموا الله لبني البشر. أما الذين ينتظرون سماء يسودها عدم النشاط فسيخيب أملهم، لأن نظام السماء لا يترك مجالاً لإرضاء الكسل. وأما المعيون و الثقيلو الأحمال فقد وعدوا بالراحة. إن الخادم الأمين هو الذي سيرحب به من أعماله إلى فرح سيده. سيلقي سلاحه بابتهاج، و سينسى ضجيج المعركة في الراحة المجيدة المعدة للغالبين بصليب المسيح — (ز: 274 — 280).SM 223.1

    * * * * *

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents