ثواب الإجتهاد
ليذكر الشبيبة أن الكسول المتراخي يضيع الخبرة التي لا تقدر بثمن المكتسبة بالأداء الأمين لواجبات الحياة اليومية. إن من كان متراخياً، وباختياره جاهلاً، إنما يضع في طريق نفسه ما سيصبح عائقاً له على الدوام. فهو يرفض التهذيب الذي يناله من الكد الأمين، و إنه إذ يقصر عن مد يد المعونة للبشرية، يسلب الله. و خطة سيره تختلف تماماً عما قد رسمه له الله، إذ أن احتقار العمل المجدي يستثير الحواس الدنيا و يشل بصورة فعالة أنفع طاقات الإنسان.SM 216.2
إن ألوف الناس لا هم لهم في الوجود الإستئثار لأنفسهم بكل ما جاد به الله في رحمته عليهم. ينسون أن يأتوا إلى الرب بتقدمة شكر من أجل ما قد إثتمنهم عليه من غنى إذ أعطاهم ثمار الأرض. و ينسون أن الله يريدهم، إذ يستثمرون بحكمة وزناتهم (مواهبهم) المسلمة لهم، أن يكونوا منتجين كشأنهم مستهلكين. ولو أنهم أدركوا ما يريدهم الله أن يؤدوه من عمل بوصفهم يده المساعدة لما اعتبروا رفضهم كل مسؤولية، و كونهم مخدومين، إنهما امتياز لهم.SM 216.3