الحاجة إلى المشورة و الإرشاد
في هذه الأيام المشحونة بالمخاطر و المفاسد يتعرض الشبان و الفتيات للكثير من المحن و التجارب، كثيرون منهم يشيّرون سفينة حياتهم في أماكن محفوفة بالخطر. إنهم بحاجة إلى ربان، و لكنهم مع ذلك يسخرون مما يعرض عليهم من معونة هم إليها محتاجون أيما حاجة، و ملء شعورهم أنهم أقل لقيادة سفيتنهم، غير مدركين أنها توشك على الاصطدام بما خفي من صخور، فيتحطم بذلك إيمانهم، و ينهار صرح سعادتهم. إن موضوع الخطبة و الزواج قد استغرق عليهم ذهنهم وسلب منهم اللب، فأمسوا ولا همّ لهم سوى ركوب هذا الطريق الخطر. في هذه المرحلة من حياتهم يحتاجون إلى مشير حكيم و ناصح أمين لا عيب فيه، يجدونه في كلمة الله. على أنهم إن لم يدرسوا كلمة الله باجتهاد يقعون في أخطاء فظيعة تقوض أركان سعادتهم و سعادة الآخرين في الحياتين الحاضرة و الآتية جميعاً.SM 465.2
ينزع الكثيرون منهم إلى التطوح و العناء، لقد أعرضوا عما في كلمة الله من مشورة صالحة حكيمة، و لك يجاهدوا مع النفس و يحرزوا انتصارات باهرى، بل أسلسوا القياد لإرادتهم المطبوعة على الغرور و العناد، فحادت بهم عن سبيل الواجب و الطاعة. راجع ماضيك و فكر في زملائك من الشباب، و بإخلاص و تجرد، تأمل مسلكك أنت في نور كلمة الله. هل وفيت لوالديك بما يأمرك به كتاب الله من فروض الإحترام و الإكرام؟ هل عاملت، برفق و محبة، تلك الأم التي احتضنتك ورعتك منذ أبصرت النور عيناك؟ هل احترمت رغباتها، أم هل أفعمت قلبها ألماً و أسى بتحقيقك لمطامعك أنت و شهواتك و نواياك؟ هل قدّس الحق الذي تدعيه قلبك و لطف إرادتك و قمعها؟ إن لا، فالواجب يقتضيك أن تبادر، على الفور، إلى إصلاح ما قد سلف منك من تقصير.SM 466.1