الأخلاق و التصرف
إن الذين ينهلون من ينبوع الحياة لا يتشوقون، شأن أهل العالم، إلى تلوّن الحياة و إلى المباهج و المسرات، و إنما يتجلى في مسلكهم و سجاياهم الإطمئنان و السلام و السعادة التي وجدوها في يسوع بطرحهم عند قدميه يومياً أثقالهم و منغصاتهم، و يظهرون أن سبيل الطاعة و الواجب يفضي إلى الرضا بل الابتهاج. هؤلاء يشيعون في زملائهم الطلبة من التأثير ما يبدو ظاهراً في المدرسة كلها..SM 186.2
إن شاباً واحداً غيوراً قويم المسلك أميناً في مدرسة ما يعتبر كنزاً لا يثمن. ملائكة السماء يحيطونه بنظرات محبتهم و عطفهم، و يدونون في سجل السماء كل عمل بر يأتيه و كل تجربة ينتصر عليها و كل شر يقهره هو. إنه يصنع لنفسه أساساً متيناً لحياة أبدية.SM 186.3
فبالشبيبة المسيحية يناط إلى حد بعيد صيانة و ديمومة المؤسسات التي رسم الله أن تكون واسطة لتقدم عمله. لم يكن من وقت قط توقفت فيه على جيا من الناس نتائج هكذا هامة، فمن الأهمية بمكان عظيم إذاّ أن يتهيأ الشبيبة لهذا العمل الجليل حتى يجعل لهم الرب نصيباً في خدمته، فإن لله عليهم مطالب تفوق كل ما عداها من مطالب...SM 186.4