روح التضحية
إن روح الطمع، روح السعي لإحراز المنصب الأسمى و الراتب الأعلى تسود العالم اليوم، أما ما عهده الزمن القديم من روح إنكار الذات و تضحية النفس فيكاد يكون معدوماً، مع أن هذه الروح هي الروح الوحيدة التي يمكن أن يعتمل بها التابع المخلص ليسوع. إن سيدنا الرب قد ترك لنا مثالاً في كيفية العمل، و اللذان أمرهما قائلاً: “هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس”. لم يقدم لهما مبلغاً مرموقاً أجراً لهما على خدمتهما، بل كان عليهما أن يقاسماه حياة التضحية و إنكار النفس.SM 315.1
إن المدّعين أنهم أتباع المسيح المنخرطين في سلك خدمته عمالاً مع الرب عليهم أن يقرنوا عملهم بالدقة و الحذق و المهارة و الحكمة التي طلبها إله الكمال في بناء المقدس الأرضي، و أن التعبد لله و روح التضحية ينبغي أن يعتبرا الآن، كما اعتبرا وقتئذ، و كما اعتبرا في أيام خدمة المسيح على الأرض — العنصرين الأولين في الخدمة المقبولة. لقد رتب الله ألا يدخل خيط واحد من خيوط الأنانية في نسيج عمله — (ب: 4 كانون الثاني — يناير 1906).SM 315.2