مرشد كامل لا عيب فيه

لنا في الكتاب المقدس القياس الكامل للصفات، إن هذا الكتاب العزيز الذي أوحى به الله، و سطرته أيدي رجال قديسين هو مرشد كامل في جميع أحوال الحياة و ظروفها، فهو يبسط بوضوح تام واجبات الجميع، من شيب و شبان. و إن تعاليمه السامية لتسمو بنفس المسترشد بها إلى فوق، لأنه ينقي الأفكار و يقوّم الأخلاق و يمنح القلب سلاماً و فرحاً، لكن الكثيرين من الشبان و الفتيات قد اتخذوا من أنفسهم مشيرين لأنفسهم و مرشدين، و أودعوا أيديهم قضاياهم. هؤلاء محتاجون أن يدرسوا تعاليم الكتاب بمزيد من التدقيق و الاجتهاد، و سيجدون، مسطوراً في صفحاته، واجبهم نحو والديهم و نجو أخوتهم في الإيمان. تقول الوصية الخامسة: “أكرم أباك و أمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك”. و جاء في الكتاب أيضاً قوله: “أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق”.SM 466.2

من بين العلامات الدالة على أننا عائشون في الأيام الأخيرة ما نراه من انعدام طاعة الأولاد لوالديهم و كونهم دنسين و غير شاكرين، و ذلك على الرغم من أن الكتاب المقدس زاخر بالتوصيات و التعليمات القاضية بإكرام الوالدين. فالكتاب يهيب بهم متشدداً لاحترام ذلك الواجب المقدس — واجب المحبة و الرعاية للذين غذوهم مولودين و عالوهم يافعين ورعوهم راشدين، حتى اكتملت فيهم الرجولة و الأنوثة، و لكنهم الآن (أي الوالدين) محتاجون إليهم ليوفروا لهم الراحة و السعادة، و مع أن الكتاب صريح في هذا الأمر إلا أن الشبان و الفتيان يضربون بتعاليمه عرض الحائط.SM 467.1

هناك دروس كثيرة يحتاج الشبان و الفتيات أن يتعلموها بيد أن أهمها إطلاقاً أن يعرفوا أنفسهم و يتفهموا على الوجه الصحيح، ما يترتب عليهم من التزامات و واجبات نحو والديهم، و إلا يكفوا عن التعلم في مدرسة المسيح لكي يكونوا ودعاء و متواضعي الروح. و في حين تجب عليهم محبة الوالدين و إكرامهم فالواجب يقتضيهم أيضاً أن يحترموا آراء ذوي الخبرة و الحنكة من أخوتهم في الإيمان.SM 467.2