نزاهة صادقة

لسنا ندرك، كما يجب، ما لقوة أفعال الشر الصغرى و التردد الزهيد في العمل على صوغ الخلق من خطر، مع أن أجمل المبادئ و أسماها إطلاقاً معلنة لنا في كلمة الله، و قد وهبت لما لتقوية كل مسعى خير و ضبط العقل و تقويمه و دفعنا إلى الطموح لبلوغ قياس رفيع.SM 25.3

نرى في تاريخ يوسف و دانيال ورفاقه إمكانية ربط الشبيبة بسلسلة الحق إلى عرش الله، إذ لم تستطع التجربة أن تجد إلى نزاهتهم سبيلاً، لأنهم اعتبروا رضا الله و معروفه فوق رضا الملوك و جميلهم، فأجهم الله و أحاطهم بترس حمايته. و بسبب نزاهتهم و كمالهم و إكرامهم الله على كل بشر، أكرمهم الله بصورة خاصة أمام الناس، لأن قوته على جميع أعمال يديه في السماء من فوق و على الأرض من تحت. و حتى في قصر الملك عبروا عن إيمانهم بالرب إله السماء بكلماتهم و عاداتهم و أفعالهم، و أبوا الإمتثال لأي أمر ليس فيه إكرام الله. إذ من السماء تلقوا قوة ليعلنوا ولاءهم لله.SM 25.4

فكن مستعداً للتمثل بهؤلاء الفتية النبلاء. لا تستح بمبادئك أبداً، بل اجعلها حلتك التي يراها الناس و الملائكة. لا تدع الحياء الكاذب أو الفطنة الخادعة يقودانك إلى سبيل مغاير لهذا النصح. و لتكن كلماتك المصطفاة و تصرفاتك الحكيمة و حشمتك و ورعك دليلاً ناطقاً بإيمانك، واعزم أن يحتل المسيح العرش في هيكل نفسك، و قدم مواهبك، دون تحفظ، عند قدميه لتستخدم في عمله.SM 26.1