عدم الإكتراث للمشورة
إن هذا النوع من التزويج و التنزوج هو من بدع الشيطان الخاصة الذي يكاد أن يكون النجاح حليفه في كل محاولاته، و إنه ليمتلكني ألم شعور بالعجز و عدم الحيلة حين يقصد إليّ شاب و فتاة لاستقاء المشورة في هذا الموضوع. أحدثهما بما يريدني الله أن أحدثهما به من قول، و لكنهما غالباً ما يرتابان بكل نقطة و يدافعان عن الحكمة في تنفيذ ما قد عوّلا عليه و الذي إياه يفعلان أخيراً.SM 481.2
لا يملكان على ما يظهر القوة لقمع رغائبهما و أهوائهما، فسيتزوجان، مهما يكن من أمر، و أياً تكن المخاطر. لا يتبصران في الأمر بدقة و عناية و بروح الصلاة واضعين نفسيهما بين يدي الله ليقودهما روحه القدوس و يتولى أمرهما. ولا يجعلان مخافة الله أمام أعينهما، بل يظنان أنهما يجيدان فهم هذا الأمر ولا حاجة بهما إلى الحكمة من الله أو المشورة من إنسان.SM 482.1
و يكتشفان، و لكن بعد فوات الأوان، أنهما ارتكبا غلطة، و عرّضا للخطر سعادتهما في هذه الحياة و خلاص نفسيهما، لم يريدا التسليم بأن أحداً غيرهما يجيد فهم هذا الأمر، في حين أنهما لو قبلا المشورة و النصح لكانا جنبا نفسيهما مكابدة الغم و الحزن سنين كثيرة.SM 482.2