Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الحادي عشر — احتجاج الامراء

    كان الاحتجاج الذي قدمه الامراء المسيحيون في المانيا في مجمع سبايرز في عام ١٥٢٩ شهادة من أنبل الشهادات التي قدمت في صالح الاصلاح . وقد ضمنت شجاعة رجال الله اولئك وايمانهم وثباتهم للاجيال التالية حرية الفكر وحرية الضمير . وقد اطلق احتجاجهم على الكنائس المصلحة اسم بروتستانت (اي المحتجين). والمبادئ المذكورة في ذلك الاحتجاج هي ”جوهر البروتستانتية“ (١٥٦).GC 218.1

    ولكن جاء على الاصلاح يوم ظلام ووعيد . فعلى الرغم من منشور ورمس الذي فيه اعلن ان لوثر صار طريد القانون وحُرِّم نشر تعليمه أو معتقداته، فقد ساد التسامح الديني في أرجاء الامبراطورية وأوقف الله القوات المناوئة للحق عند حده ا. كان شارل الخامس قد عقد العزم على سحق الاصلاح، ولكن في أحيان كثيرة كلما كان يرفع يده ليضرب كان يضطر الى تحويل الضربة بعيد ا. ومرارا كثيرة كان يرى ان الهلاك المباشر السريع لكل من تجرأوا على مقاومة روما أمر لا مفر منه . ولكن في اللحظة الحرجة كانت جيوش الاتراك ترى على حدود البلاد الشرقية، أو كان ملك فرنسا أو البابا نفسه الذي كان يغار من عظمة الامبراطور المتزايدة يشن عليه الحرب، وهكذا في غمرة منازعات الام م وضوضائها تُرك الاصلاح ليتقوى ويمتد.GC 218.2

    ومع ذلك فان الولاة البابويون كانوا قد اخفوا ضغائنهم حتى يستطيعوا ان يتكاتفوا ضد رجال الاصلاح . كان مجلس سبايرز الذي انعقد في عام ١٥٢٦ قد منح لكل ولاية الحرية التامة في الشؤون الدينية الى ان يجتمع المجلس العام، ولكن ما إن زال الخطر الذي بسببه صدر هذا التصريح حتى استدعى الامبراطور المجلس ليلتئم مرة ثانية في سبايرز في عام ١٥٢٩ لاجل سحق الهرطقة . وكان لا بد من استمالة الامراء بالوسائل السلمية ان أمكن لينحازوا الى جا نب الامبراطور ضد الاصلاح، فان لم تفلح هذه الوسائل كان شارل مستعدا لان يحارب بحد السيف.GC 219.1

    ابتهج البابويون لذلك كثيرا، فقد حضر الى سبايرز عدد غفير منهم وجاهروا بعدائهم لرجال الاصلاح وكل من حبذوا أعمالهم أو قبلوا مبادئهم . وقد قال ميلانكثون: ”اننا اقذار العالم ووسخ كل شَيْء لكنّ المسيح سينظر من عليائه الى شعبه المسكين ويحفظهم“ (١٥٧). وقد حرم على الامراء الانجيليين الذين حضروا المجلس ان يسمحوا بأن ينادى بالانجيل حتى في مساكنهم . الا ان شعب سبايرز كانوا ظامئين الى كلمة الله، فعلى رغم هذا النهي تقاطرت آلاف منهم الى الخدمات التي كانت تقام في كنيسة منتخب سكسونيا.GC 219.2

    هذا الامر عجَّل بحلول الازمة، فقد صدرت من قبل الامبراطور رسالة تقول للمجلس انه لكون القرار الذي منح الشعب حرية الضمير قد نجم عنه الشغب والاضطراب فان الامبراطور ينوي الغاءه، فأثار هذا التصرف التعسفي غضب المسيحيين الانجيليين وفزعهم . وقد قال أحدهم: ”ها هو المسيح يقع مرة ثانية فريسة بين أيدي قيافا وبيلاطس“. وزادت قسوة البابويين وهياجهم، وأعلن أحد المتعصبين منهم قائلا: ”ان الاتراك خير من اللوثريين، لان الاتراك يحفظون أيام الصوم أما اللوثريون فيتعدونه ا. فلو كان لنا ان نختار إما كتاب الله المقدس أو الضلالات المتوطنة في الكنيسة من قديم فلا بد أن نرفض الكتاب المقدس“. وقال ميلانكثون: ”في كل يوم وفي وسط المجمع كله يقذفنا فابر، نحن المتمسكين بالانجيل، بحجر“ (١٥٨ ).GC 219.3

    كان التسامح الديني قد تثبَّت بحكم القانون وقد عز مت الولايات الانجيلية على مقاومة كل اعتداء على حقوقه ا. واذ كان لوثر لا يزال تحت الحرمان الذي قد أوقعه عليه مرسوم ورمس فلم يكن مسموحا له بالذهاب الى سبايرز، فحل في مكانه زملاؤه الامراء الذين قد أقامهم الله للدفاع عن حقه في تلك الحالة الطارئة . كان فريدريك من تخب سكسونيا النبيل، الذي حمى لوثر من قبل، قد مات، فرحّب اخوه الدوق جون، الذي صار حاكما من بعده، بالاصلاح بفرح . ومع أنه كان من دعاة السلام فقد أبدى نشاطا وشجاعة عظيمين في كل المسائل المتعلقة بمصالح الايمان.GC 220.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents