المتعصبون يعترضون سبيل الحق
اندهش المصلحون وتحيرو ا. فقد كان هذا عنصرا لم يسبق لهم أن واجهوه، ولم يكونوا يعلمون كيف يتصرفون . قال ميلانكثون: ”انه بكل تأكيد توجد أرواح غير طبيعية في أولئك القوم، ولكن أي أرواح هي؟ ... فمن ناحية علينا أن نحترس لئلا نطفئ روح الله، ومن الناحية الاخرى لنحترس من أن يضلنا روح الشيطان“ (١٤١).GC 205.2
وسرعان ما ظهرت ثمار التعليم الجديد . فهذا التعليم جعل الناس يهملون الكتاب المقدس وينبذونه تماما، وساد التشويش في المدارس . فاذ رفض التلاميذ كل رادع تركوا دراساتهم وخرجوا من الجامعة . والرجال الذين حسبوا أنفسهم أكفاء لانعاش عمل الاصلاح والسيطرة عليه لم يفلحوا إلا في الاتيان به الى حافة الدمار وشفا الخراب . فاستعاد البابويون ثقتهم الآن وصاحوا قائلين: ”بعد معر كة واحدة سنفوز بكل شيء وننتصر“ (١٤٢).GC 205.3
فاذ سمع لوثر وهو في وارتبرج بما قد حدث قال باهتمام عميق: ”لقد كنت أتوقع دائما ان الشيطان سيقذفنا بهذا الوباء“ (١٤٣). وقد عرف طبيعة أولئك الانبياء الادعياء، وعرف الخطر الذي كان يهدد قضية الحق . ان مقاومة البابا والامبراطور لم تسبب له مثل هذا الارتباك والضيق العظيم الذي يحس به الآن. فمن بين الذين كانوا يعترفون بانهم دعاة الاصلاح وجنوده الامناء قام قوم وانقلبوا عليه وصاروا ألد أعدائه . والحقائق نفسها التي أجلبت لقلبه الفرح والعزاء العظيم استخدمت في اثارة النزاع والخصومة وأحداث التشويش في الكنيسة.GC 205.4