ادعاء التقوى
صار الاعتراف بالدين امرا مألوفا لدى العالم . فالحكام ورجال السياسة والمحامون والاساتذة العظام والتجار ينضمون الى الكنيسة كوسيلة تجعلهم يحصلون على احترام المج تمع وثقته ونجاح مصالحهم العالمية . وهكذا هم يحاولون أن يستروا كل صفقاتهم الآثمة تحت ستار الاعتراف بالمسيحية . والهيئات الدينية المختلفة اذ تتقوى بثراء هؤلاء العالميين المعتمدين ونفوذهم تطلب مزايدة أعلى للشهرة والرعاية . ان الكنائس الفخمة المزينة بأغلى الزينات توجد غالبا في الشوارع المشهورة . والعابدون يلبسون افخر الملابس المصنوعة على احدث طراز . والخادم الموهوب يُعطي اجرا عظيما ومرتبا سخيا ليحتفي بالشعب ويجتذبهم . وينبغي الا تمس عظاته الخطايا المألوفة بل ان يكون الكلام ناعما ومسرا لتلك الآذان المهذبة . وهكذا تسجل اسماء الخطاة المهذبين في سجلات الكنيسة وتختفي الخطايا المهذبة تحت ستار التظاهر بالتقوى.GC 426.2
ان صحيفة عالمية شهيرة في تعليقها على موقف المعترفين بالمسيحية حيال العالم كتبت تقول : ”لقد خضعت الكنيسة لروح العصر وهي لا تشعر، ووفقت بين طقوس عبادتها وحاجات العصر“. ”وفي الحق ان الكنيسة الآن تستخدم كل الوسائل التي من شأنها ان تجعل الديانة جذابة“. وان كاتبا في صحيفة ”نيويورك انديبندنت“ يتحدث عن الكنيسة الميثودستية قائلا: ”ان الحد الفاصل بين الاتقياء وغير المتدينين بدأ يبهت شيئا فشيئا بحيث صار امتزاجا بين النور و الظلام، والناس الغيورون من كلا الجانبين جاهدون في سبيل محو كل الفروق بين اساليب عملهم وتمتعاتهم“. ”ان اشتهار الديانة يؤول الى زيادة عدد الذين يرغبون في الحصول على فوائدها من دون القيام بواجباتها بكل انصاف“.GC 427.1
ويقول هوارد كروسبي: ”انه مما يدعونا الى ا لتفكير العميق كوننا نجد كنيسة المسيح لا تحقق اغراض سيدها الا بقدر ضئيل جد ا. فكما فعل اليهود قديما حين جعلوا اختلاطهم بالامم الوثنية يسترق قلوبهم ويجعلها تزيغ عن الله ... كذلك الحال مع كنيسة يسوع اليوم، التي تماثلهم بتحالفها واشتراكها المخطئ مع العالم العديم الايمان، وبتخليها عن المثل الالهية العليا لحياتها الحقيقية الامينة، وبتسليمها نفسها لعادات المجتمع المعادي للمسيح، تلك العادات الوبيلة التي هي في الوقت نفسه غرارة، وباستخدام البراهين والوصول الى النتائج التي لا صلة بينها وبين اعلانات الله والتي تعادي وتعار ض النمو في النعمة“ (٣٣٢ ).GC 427.2