ميلر يجد صديقا
وظل على تلك الحال عدة أشهر ثم يقول: ”وفجأة رُسِمتْ أمام ذهني بكل وضوح ذاتية المخلص. وقد بدا لي أنه يمكن أن يكون هنالك كائن صالح ورحيم بحيث يكفر عن آثامنا وبذ لك يخلصنا من تحمل قصاص خطايان ا. ففي الحال أحسست أنه لا بد أن يكون ذلك الشخص جميلا جدا، وخُيِّل اليّ أنني أستطيع أن ألقي بنفسي بين ذراعيه وأثق برحمته. ولكن عرض لذهني هذا السؤال: كيف نبرهن على حقيقة وجود مثل هذا الشخص؟ لقد وجدت اني في منأى عن الكتاب المقدس لا أستطيع أن أجد برهانا على وجود مثل هذا المخلص، أو حتى على وجود الابدية...GC 355.1
”رأيت أن الكتاب المقدس يقدم اليّ مثل هذا المخلص الذي احتاج اليه. وقد ارتبكت من هذا الفكر وهو كيف يمكن لكتاب غير موحى به ان يوفّر مثل هذه المبادئ التي تسد ح اجات العالم الساقط . وقد اقتنعت واعترفت بان الكتاب المقدس لا بد وأن يكون إعلاناً من الله . فصار كتاب الله موضوع سروري، وقد وجدت في يسوع صديق ا. فصار المخلص بالنسبة اليّ معلما بين ربوة. والاقوال الالهية التي كانت لي قبلا غامضة ومتناقضة صارت الان سراجا لرجلي و نورا لسبيلي. فاستقر عقلي وشبع واكتفى . وقد وجدت الرب الاله صخرة في وسط اوقيانوس الحياة. وصار الكتاب المقدس اذ ذاك أهم موضوع لدراستي، ويمكنني أن أقول صادقا أنني قد فتشته بسرور عظيم، ووجدت أن نصفه لم أخبر به. وتساءلت لماذا لم أر جماله ومجده من قبل واستغربت أني قد رفضته. وقد وجدت كل ما كان يصبو اليه قلبي معلنا لي، ووجدت فيه علاجا لكل أدواء النفس. وما عدت أجد لذة في المطالعات الاخرى، ووطنت النفس والقلب على طلب الحكمة من الله“ (٢٩٢).GC 355.2
اعترف ميلر جهارا بايمانه بالديانة التي كان قبلا يزدريه ا. لكنّ عشراءه الملحدين لم يتباطأوا في ايراد تلك الحجج التي طالما أوردها هو ضد سلطان كلمة الله . ولم يكن حينئذ متأهبا للرد عليهم ولكنه تحاجَّ قائلا انه اذا كان الكتاب المقدس اعلانا من الله فلا بد أن يكون متوافقا مع نفسه، وحيث أنه قد أعطي لاجل تعليم الانسان فلا بد أن يكون مطابقا لادر اكه. فعوَّل على درس أقوال الله لنفسه ليتحقق مما اذا كان يمكن التوفيق بين الاقوال المتناقضة فيه أم لا.GC 356.1