Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    يواصلون المقاومة

    ان قوات اليهود التي تطارد سستيوس وجيشه هجمت على مؤ خرة ذلك الجيش بوحشية عظيمة بحيث تهددوهم بالفناء التام . وبصعوبة عظيمة امكن الرومان ان يتقهقرو ا. اما اليهود فقد نجوا بلا خسارة تُذكر، ثم عادوا الى اورشليم منتصرين وهم يحملون غنيمتهم . لكنّ هذا النجاح الظاهري لم يجلب لهم غير الشر، فقد ملأهم ذلك الفوز بروح الاصرار على المقاومة العنيفة للرومان، مما جلب على تلك المدينة المقضي عليها ويلات مروِّعة وسريعة. GC 36.1

    عندما استأنف تيطس الحصار حلت باورشليم كوارث هائلة . وقد وقع الحصار على المدينة في ايام عيد الفصح عندما كان ملايين من الشعب مجتمعين داخل اسواره ا. غير ان مخازن المؤونة التي كانت في حوزتهم والتي لو حرصوا عليها لكانت تكفيهم عدة سنين، كانت قد اتلفت بسبب حسد رجال الاحزاب المتنازعين وانتقاماتهم المتبادلة . والآن الناس يجوزون في كل اهوال المجاعة المخيفة، فقد بيع مكيال القمح بوزنة من المال . وكانت وخزات الجوع على الناس شديدة بحيث انهم كانوا يقضمون مناطقهم الجلدية ونعالهم وأغطية دروعهم . وكثيرون من الناس كانوا يتسللون الى خارج الاسوار تحت ستار الظلام ليجمعوا النباتات البرية النامية خارج الاسوار، لكنّ كثيرين منهم قُبض عليهم وقتلوا بعد عذابات شديدة، وا لذين عادوا اغتُصب منهم في غالب الأحيان ما جمعوه بعد تلك المخاطرة العظيمة . ثم ان ذوي السلطان كانوا يوقعون عذابات وحشية رهيبة بالناس الذين عضهم الفقر بنابه لكي يغتصبوا مؤونتهم القليلة التي اخفوه ا. وكانوا في غالب الأحيان يلجأون الى ضروب القسوة هذه، مع انهم كانوا قوماً شباعى، وكان همهم ان يختزنوا المؤونة للايام اللاحقة. GC 36.2

    هلكت آلاف الانفس بالجوع والوباء . وقد بدا كأن المحبة الطبيعية قد انتزعت وتلاشت. فلقد سلب الازواج زوجاتهم والزوجات ازواجهن . وكان الأولاد يختطفون الطعام من أفواه والديهم الطاعنين في السن . والسؤال الذي ألقاه النبي حين قال: ”هل تنسى المرأة رضيعها“ وجد له جواباً في داخل اسوار تلك المدينة المقضي عليها بالهلاك: ”ايادي النساء الحنائن طبخت اولادهن. صاروا طعاماً لهن في سحق بنت شعبي“ (اشعياء ٤٩ : ١٥ ؛ مراثي ٤ : ١٠). وكذلك تم انذار النبوة المعطى قبل ذلك باربعة عشر قرناً وهو الذي يقول: ”المرأة المتنعمة فيك والمترفهة التي لم تجرب ان تضع اسفل قدمها على الارض للتنعم والترفه تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنته ا... وبأولادها الذين تلدهم لا نها تأكلهم سراً في عوز كل شيء في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك في ابوابك“ (تثنية ٢٨ : ٥٦ و ٥٧).GC 36.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents