Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل السادس عشر — المهاجرون الاول

    رفض المصلحون الانجليز كل تعاليم روما لكنهم أبقوا على كثير من طقوسها. وهكذا فمع أن سلطة روما ومعتقداتها طرحت جانبا فان كثيرا من عاداتها وطقوسها تغلغلت في عبادة كنيسة انجلترا . وقد ادعى المدعون أن هذه الأشياء لا تمس الضمير ، وأنه مع كون الكتاب المقدس لا يأمر بها كما لا ينهي عنها فانها ليست شريرة في جوهرها . لكنّ حفظ تلك الطقوس جعل الهوة التي تفصل بين الكنائس المصلحة وروما ضيقة جدا، وقد شدد كثيرون قائلين ان هذه الاشياء قد تزيد من قبول الكاثوليك للعقيدة البروتستانتية.GC 323.1

    بدا للمح افظين على القديم والمسايرين المتساهلين أن هذه الحجج مقنعة، ولكن وُجدت جماعة أخرى لم تر هذا الرأي . فحقيقة كون هذه العادات ”تؤدي الى إقامة جسر فوق الهوة الفاصلة بين روما والإصلاح“ (٢٥٥) كانت في نظرهم حجّة مقنعة ضد الابقاء عليها . لقد نظروا اليها بوصفها سمات العبودية التي تحرروا منها والتي لم يكونوا يرغبون في العودة اليها . وتحاجوا قائلين ان الله قد أثبت في كتابه القوانين اللازمة لتنظيم عبادته، وانه لا يسمح لاحد أن يضيف الى هذه القوانين أو يحذف منها شيئ ا. ان الارتداد الع ظيم كان في مبدئه محاولة اضافة سلطة الكنيسة الى سلطان الله . لقد بدأت روما بأن حرمت على الناس أشياء لم يحرمها الله، وانتهت بأن حرمت على الناس ما قد أمر به أمراً صريحاً.GC 323.2

    رغب كثيرون رغبة جادة في العودة الى الطهارة والبساطة اللتين امتازت بهما الكنيسة الاولى . لقد اعتبروا كثيراً من العادات الثابتة التي كانت سائدة في الكنيسة الانجليزية نُصبا للوثنية، ولم تسمح لهم ضمائرهم بأن يشتركوا معها في عبادته ا. لكن الكنيسة، استناداً الى السلطة المدنية، لم تكن تسمح بانشقاق أو تخلف عن طقوسه ا. فكان يطلب من الناس بموجب القانون أن يشتركوا في عباداتها، وكان محرما على الناس عقد اجتماعات غير مرخص بها للعبادة الدينية، ومن خالف هذه القوانين كان يحكم عليه إما بالسجن أو النفي أو الموت.GC 324.1

    في أوائل القرن السابع عشر أعلن الملك، الذي كان قد اعتلى عرش انجلترا منذ عهد قريب، عن عزمه على جعل ”البيوريتان“ ”يذعنون ويمتثلون أو ... يطردهم من البلاد، أو يفعل بهم ما هو شر من ذلك“ (٢٥٦). فاذ كانوا يطارَدون ويضطهَدون ويسجَنون لم يكونوا ينتظرون أن تتحسن الاحوال في المستقبل، وكثيرون اقتنعوا بأن من يعبدون الله ويخدمونه بموجب ما توحي به اليهم ضمائرهم ”ما عادت انجلترا مكانا يصلح لسكناهم“ (٢٥٧). وقد عزم بعضهم أخيرا على الالتجاء الى هولندة . فواجهوا صعوبات وخسائر وسجنا، وأحبطت مساعيهم وأسلموا الى أيدي أعدائهم . لكنّ مواظبتهم الثابتة انتصرت أخيرا فوجدوا ملاذا لهم على شواطئ الجمهورية الهولندية الصديقة.GC 324.2

    وعند هروبهم تركوا بيوتهم ومتاعهم ووسائل ارتزاقهم . كانوا غرباء في أرض غريبة وبين شعب يختلف عنهم في اللغة والعادات، مما اضطرهم الى الالتجاء الى حِرَف جديدة غير مجرَّبة ليكسبوا ما يقوم بأودهم . فالرجال الذين كانوا في منتصف العمر والذين قضوا حياتهم في حرث الارض كان عليهم ع ندئذ أن يتعلموا صناعات آلية . ولكنهم بكل سرور قبلوا ذلك الوضع ولم يضيعوا الوقت في البطالة أو التذمر . ومع أنهم مرارا كثيرة كان يعضهم الفقر بنابه فقد شكروا الله على البركات التي منحت لهم، ووجدوا الفرح والعزاء في شركتهم التي لم يكن يعكرها معكر. ”لقد عرفوا أنه م غرباء ولم يكونوا ينظرون كثيرا الى الامور العالمية الزائلة بل كانوا يرفعون عيونهم الى السماء التي هي أعز وطن عليهم . فكانوا يهدئون أرواحهم“ (٢٥٨).GC 324.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents