الشيطان يسيء تمثيل الله
وهكذا يخلع العدو الاعظم (رئيس الشياطين) صفاته على خالق الشر والمحسن اليهم . ان القسوة هي من صفات الشيطان . لكنّ الله محبة، وقد كان كل ما خلقه طاهرا ومقدسا وجميلا الى ان دخلت الخطيئة الىالعالم بفعل العاصي الاول الاكبر . والشيطان نفسه هو العدو الذييجرب الانسان ليرتكب الخطيئة، وحينئذ يهلكه لو استطاع ذلك، وعندما يتمكن من فريسته فهو يبتهج بسبب الهلاك الذي قد صنعه . ولو سمح له فهو سيأخذ جنسنا كله في شبكته. فلولا تدخل قدرة الله لما نجا ابن أو ابنة من اولاد آدم.GC 581.2
يحاول الشيطان اليوم ان ينتصر على الناس كما قد انتصر على أبونا من قبل بزعزعة ثقتهم بخالقهم ودفعهم الى الشك في حكمته في الحكم وفي عدالة شرائعه . ويصور الشيطان وأعوانه الله على نحو اسوأ حتى منهم هم انفسهم لكي يبرروا خبثهم وتمردهم . ويحاول المخادع العظيم ان يلقي قسوته المريعة وتبعة شر صفاته على ابينا السماوي لكي يبدو هو كمن قد ظُلم ظلما صارخا عندما طُرد من السماء لأنه رفض الخضوع لمثل ذلك الحاكم الظا لم. وهو يعرض أمام العالم الحرية التي يمكنهم ان ينعموا بها تحت سلطانه الهادئ، على نقيض العبودية التي تفرضها أوامر الرب الصارمة . وهكذا ينجح في خداع النفوس وابعادها من الولاء لله.GC 581.3