تقدم الاصلاح في السويد

وفي السويد ايضا حدث ان الشبان الذين كانوا قد نهلوا من النبع العذب في وتنبرج حملوا ماء الحياة الى بلادهم ومواطنيهم، وكان من بين قادة الاصلاح في السويد شابان اخوان هما أولاف ولورنتيوس بيتري، ابوهما حداد من مدينة اوريبرو. هذان الش ابان كانا قد تلقيا العلم على يدي لوثر وميلانكثون، وكانا مجتهدين في تعليم الناس تلك التعاليم التي تلقياه ا. ومثل المصلح العظيم اثار اولاف الشعب بغيرته وفصاحته، اما لورنتيوس فكان مثل ميلانكثون عالما ومفكرا وهادئا. كان كل منهما حارا في تقواه وحاصلا على معرفة ا لبابويين على اشدها، فلقد اثار الكهنة الكاثوليك ذلك الشعب الجاهل المتعلق بالخرافات . فهاجم الرعاع اولاف بيتري مرارا، وفي بعض الاحيان كان ينجو بحياته بشق النفس . ومع ذلك فقد كان هذان المصلحان حائزين رضى الملك وحمايته.GC 271.1

غاص الشعب تحت حكم الكنيسة البابوية في اعماق الفقر وسحقه الظلم. كان الناس محرومين من الكتاب المقدس، واذ كانت ديانتهم عبارة عن بعض الرموز والطقوس التي لم تكن لتنير الذهن كانوا يعودون الى العقائد الخرافية والممارسات الوثنية التي كان يدين بها اسلافهم الوثنيون . وقد انقسمت الامة الى احزاب متضاربة زادت من ازعاتهم وخصوماتهم من شقاء الجميع . وقد عقد الملك العزم على اجراء اصلاح في الدولة وفي الكنيسة فرحب بمساعدة هذين المصلحين المقتدرين في حربه ضد روما.GC 271.2

ففي حضرة الملك وعظماء بلاد السويد دافع اولاف بيتري بمقدرته الخطابية عن تعاليم الايمان المصلح ضد ابطال البابو ية. وأعلن ان تعاليم الآباء ينبغي قبولها على قدر مطابقتها للكتب المقدسة، وان تعاليم الايمان الجوهرية معروفة في الكتاب على نحو واضح بسيط بحيث يمكن ان يفهما كل انسان . لقد قال المسيح: ”تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني ...“ (يوحنا ٧ : ١٦). وقد اعلن بولس انه ان بشر بانجيل آخر غير ما قبله فليكن اناثيما (ملعونا) (غلاطية ١ : ٨). ثم قال المصلح: ”أذاً فكيف يتجرأ آخرون على أن يسنوا قوانين كما يروق لهم ويفرضوها على الناس كأنها ضرورية للخلاص؟“ (٢١٩). ثم اعلن ان أوامر الكنيسة ليس ت ملزمة متى كانت متعارضة مع أوامر الله، ثم قدم المبدأ البروتستانتي العظيم وهو ”أن الكتاب المقدس وحده“ هو قانون الايمان والاعمال في الاراضي الوطيئة واسكنديناوه.GC 271.3

ومع ان هذا النزاع اقيم على مسرح مغمور نسبيا فهو يرينا ”نوع الرجال من كل الرتب الذين تكوّت من هم جيش المصلحين الذين لم يكونوا قوما اميين عديمي العلم ولا متعصبين لطائفة خاصة، صخابين أو محبين للجدال، كلا بل كانوا رجالا درسوا كلمة الله وعرفوا جيدا كيف يحسنون استخدام الاسلحة التي زودتهم اياها خزانة اسلحة الكتاب . وفي ما يختص باللوذعية كانوا في طليعة جيلهم. وعندما نحصر انتباهنا في المدائن المتألقة مثل وتنبرج وزيوريخ، وننظر الى الاسماء الشهيرة كلوثر وميلانكثون وزوينجلي وايكلولامباديوس، فقد يقال لنا ان هؤلاء كانوا قواد الحركة، ونحن بالطبع ننتظر ان تكون لهم قوة هائلة وادراك واسع المدى، اما اتباعهم فلم يكونوا مثلهم . حسنا فلنلتفت الى مسرح السويد المغمور والى ذينك الاسمين المتواضعين اي اولاف ولورنتيوس بيتري من الاساتذة الى التلاميذ — فما الذي نجده؟ ... نجد اساتذة ولاهوتيين اقوياء، رجالا اتقنوا كل نظام حق الانجيل وانتصروا انتصارا سهلا على سفسطات الاسكلأيين واصحاب المقامة في روما“ (٢٢٠).GC 272.1