قسَم لاستئصال الهرطقة
وقد أقسم الجميع قسما مقدسا بان يستأْصلوا الهرطقة وذلك في الكاتدرائىة العظيمة حيث نصبت ”الاهة العقل“ على العرش بعد ذلك بحوالي ثلاث مئة سنة، نصبتها تلك الامة التي نسيت الاله الحي . وقد نُظم الموكب من جديد وشرع ممثلو فرنسا في العمل الذي قد اقسموا أن يعملوه. ”فعلى مسافات قصيرة نصبت الصقالات التي كان بعض المسيحيين البروتستانت سيحرقون عليها أحياء، ورتبوا ان تشعل النار في اللحظة التي يقترب فيها الملك منهم، وان يتوقف الموكب لمشاهدة الاعدام“ (٢٠٨). ان مجرد ذكر تفاصيل العذابات التي قاساها شهود المسيح أولئك مرعب ومدمر للشعور، لكنّ أولئك الضحايا ثبتوا ولم يتراجعو ا. فاذ ألح على واحد منهم أن يتراجع أجاب قائلا: ”أنا لا أومن بغير ما سبق الانبياء والرسل فكرزوا به وما آمنت به جموع القديسين . ان ايماني راسخ بالله، و هو سيقاوم كل قوات الجحيم“ (٢٠٩).GC 255.1
وكان الموكب يتوقف مرارا أمام أماكن التعذيب، فلما وصلوا الى قصر الملك الذي كانوا قد انطلقوا منه تفرق الجمع، وانسحب الملك والاساقفة، وهم راضون كل الرضى عن اجراءات ذلك اليوم، وكانوا يهنئون أنفسهم بان العمل الذي قد بُدئ به سيستمر حتى تتلاشى الهرطقة تماما.GC 255.2