نجاة وسلي من الموت
سار خدام الله في طريق وعر . فقد استخدم الناس ذوو النفوذ وأرباب العلم نفوذهم وعلومهم ضدهم . وبعد وقت جاهر كثيرون من رجال الاكليروس بعدائهم لهم، فأغلقت أبواب الكنائس في وجه الايمان النقي وفي وجوه الداعين اليه . وان تصرف رجال الاكليروس بمنعهم من اعتلاء منابرهم ايقظ عناصر الظلام والجهل والاثم. ومرارا كثيرة كان جون وسلي ينجو من الموت باعجوبة من أعاجيب رحمة الله. ولما ثار غضب الرعاع ضده وبدا كأن لا مهرب له وقف الى جانبه ملاك في هيئة انسان فتراجع الرعاع وخرج خادم المسيح من مكان الخطر آمنا.GC 288.2
وكتب وسلي عن نجاته من الرعاع الساخطين في احدى تلك المرات يقول: ”لقد حاول كثيرون أن يطرحوني الى أسفل ونحن نازلون من التل في طريق زلق الى المدينة، وكنت أعتقد أنني لو سقطت الى الأرض فقد لا أستطيع النهوض ثانية . لكنّ رجلي لم تزلّ ولم أتعثر أدنى تعثر حتى نجوت من أيديهم كليّ اً... ومع أن كثيرين حاولوا أن يمسكوا بعنقي أو بثيا بي ليطرحوني الى أسفل فانهم لم يستطيعوا، لكنّ واحدا منهم أمسك بجيب صدرتي، الذي تمزق في يده، أما الجيب الآخر الذي كانت فيه ورقة مالية فتمزق جزء منه ... وكان خلفي تماما رجل جشع . هذا الرجل وجَّه اليَّ عدة ضربات بعصا كبيرة من السنديان، فلو ضربني بها ضربة واحدة في مؤخرة رأسي لقضى علي . ولكن في كل مرة كانت الضربة ترتد عني ولم أعرف سبب ذلك لأني لم أكن أستطيع التحرك لا الى اليمين ولا الى اليسار ... وقد جاء آخر مندفعا في وسط الجمع واذ كان يرفع يده ليضربني أنزلها فجأة، انما ف قط جعل يربت على رأسي ويقول: ”ما أشد نعومة شعره!“... ان الرجال الاولين أنفسهم الذين تحولت قلوبهم كانوا أبطال المدينة، وكانوا قادة السوقة في كل الظروف. وكان أحدهم مصارعا في حدائق الدببة ...GC 288.3
”بأي درجات لطيفة يعدنا الله لعمل مشيئته ! منذ عامين أصابت طوبة (قطعة قرميد) كتفي فأحدثت فيها كشطا، وبعد ذلك بعام أصابتني ضربة حجر بين عيني . وفي الشهر الماضي تلقيت ضربة، وفي هذا المساء تلقيت اثنتين، احداهما قبل دخولنا المدينة والثانية عند خروجنا منها، ولكن لم أتأثر منه ما لأنه مع أن انسانا ضربني ضربة على صدري بكل قوته، والأخرى أصابت فمي بعنف شديد حتى سال الدم في الحال، فاني لم أشعر بألم أكثر مما لو لمسني بقشة“ (٢٣٣).GC 289.1