Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    كارزون غيورون ومضحّون

    كانت كنائس الولدنسيين أو الفودوا شبيهة بالكنيسة الرسولية الاولى في طهارتها وبساطته ا. فاذ رفضوا سيادة البابا والاساقفة تمسكوا بالكتاب المقدس على أنه السلطة العليا الوحيدة المعصومة من الخط أ. ورعاتهم الذين كانوا يختلفون اختلافا بينا عن كهنة روما المتعجرفين اتبعوا مثال سيدهم الذي ”لم يأت ليُخدم بل ليَخدم“. كانوا يرعون قطيع الله ويربضونهم في المر اعي الخضر ويوردونهم ينابيع المياه الحية اي كلمته المقدسة . فهناك، بعيدا من تماثيل الفخامة البشرية والكبرياء، اجتمع الشعب ليس في كنائس فخمة او كاتدرائيات مهيبة بل تحت ظلال الجبال في وديان الألب . وفي اوقات الخطر كانوا يلجأون الى حصن بين الصخور ليصغوا الى كلام الحق من أفواه خدام المسيح . ولم يكتف الرعاة بالمناداة بالانجيل بل كانوا يزورون المرضى ويعلِّمون الاطفال ويُنذرون المخطئين ويدأبون في فض المنازعات وانهاء الخصومات وانماء روح الوفاق والمحبة الاخوية . وفي اوقات السلم كان الشعب يعولونهم بتقدماتهم الطوعية . ولكن كما كانت لبولس حرفة هي صناعة الخيام، كذلك تعلم كل منهم حرفة او مهنة يعول بها نفسه عندما تدعو الضرورة.GC 76.2

    ولقد تلقى الشباب تعليمهم على ايدي رعاتهم . فعندما كانوا يدرسون العلوم العامة كان الكتاب المقدس مادة دراستهم الرئيسة . فحفظوا ما ورد في انجيلي متى ويوحنا عن ظهر قلب فضلا عن كثير من الرسائل . ثم انهم كانوا يقضون بعض وقتهم في نسخ الكتاب المقدس . وكانت بعض تلك المخطوطات تحتوي على الكتاب كله، لكنّ البعض الآخر كان يحتوي على مختارات منه فقط . وكان بعض القادرين منهم يضيفون الى تلك المختارات شروحا بسيطة لبعض الآيات. وهكذا ظهرت للملأ كنوز الحق التي كان من قد تعظموا على الله قد اخفوها عن الناس امدا طويلا.GC 77.1

    فبصبر عظيم وجهد لا يكل نُسخت الكتب المقدسة احيانا في مغاور الارض السحيقة المظلمة على نور المشاعل، كتبت آية بعد آية واصحاحا بعد اصحاح . وهكذا استمر العمل، وهكذا كانت ارادة الله المعلنة تلمع كالذهب الخالص، وقد زاد من لمعانها ووضوحها وقوتها التجارب التي احتملها اولئك الابرار في سبيلها، ولم يتحقق من ذلك غير الذين قاموا بذلك العمل . وكان ملائكة السماء يعسكرون حول العاملين الامناء.GC 77.2

    لقد ألح الشيطان على الكهنة والاساقفة البابويين ان يدفنوا كلمة الحق تحت اكوام الضلالات والهرطقات والخرافات، ولكنها بطريقة عجيبة حُفظت في طهارتها ونقاوتها مدى عصور الظلام كله ا. انها لم تكن تحمل طابع انسان بل طابع الله . لقد بذل الناس جهودا لا تكل في اخفاء معاني اقوال الكتاب المقدس الواضحة البسيطة وجعلها تن اقض شهادته ا. ولكن كما كان الفُلك يسير على وجه المياه ذات الامواج الصاخبة كذلك كلمة الله تنتصر على العواصف التي تتهددها بالهلاك، وتقهره ا. وكما توجد في المنجم عروق الذهب والفضة مختبئة تحت سطح الارض، وهكذا على من يريد ان يكتشف كنوزها الثمينة ان يحفر ويحفر الى عمق كبير، كذلك أقوال الله المقدسة حَوَتْ كنوز الحق التي لا تُكشف الا لمن يطلبها بروح الغيرة والتواضع والصلاة. لقد قصد الله ان يكون الكتاب المقدس هو الكتاب الذي ينبغي أن يتعلمه كل بني الا نسان في مراحل الطفولة والشباب والرجولة، وأن يدرسوها في كل وقت . ولقد أعطى الناس كلامَه كاعلان عن نفسه، فكل حق جديد يُفهم ويُدرك هو كشف جديد لصفات مبدعه ومعطيه . ان درس الكلمة الالهية هو الوسيلة التي رسمها الله لتقريب الناس الى خالقهم، وايجاد صلة وثيقة بينه وبينهم، واعطائهم معرفة اوضح وأكمل لارادته. فكلمة الله هي وسيلة التخاطب بين الله والانسان.GC 77.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents