Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الدفاع عن الناموس الأدبي

    وجوابا على ادعاء القائلين بأنه عند موت المسيح الغيت الوصايا العشر مع الناموس الطقسي قال وسلي: ”ان الناموس الأدبي الذي يشمل الوصايا العشر وقد أوجب الانبياء حفظه وألزموا الناس بذلك لم يبطله الله . فلم يكن غرض المسيح من مجيئه أن يلغي أي جزء من هذه الشريعة . هذه هي الشريعة التي لا يمكن نقضها والتي ”تقف ثابتة كالشاهد الامين في السماء“... كان هذا منذ بدء العالم اذ لم تكتب على ألواح حجرية بل على قلوب كل بني الانسان عندما خرجوا من يد الخا لق. ومع أن الحروف التي كتبت باصبع الله قد شوهتها الخطيئة الى حد كبير، فانه من غير الممكن محوها تماما ما دام عندنا احساس بالخير والشر . وينبغي لكل جزء من هذه الشريعة أن يبقى في قوته الملزمة لكل الجنس البشري في كل العصور، وألا تكون متوقفة على الزمان أو المكان أو أي ظرف من الظروف المعرَّضة للتغيير، بل يتعين أن تكون هذه الشريعة مستندة الى طبيعة الله وطبيعة الانسان وعلاقاتهما غير المتغيرة كل بالآخر.GC 293.1

    ”ما جئت لانقض بل لأكمل“... من دون تساؤل نقول ان معنى هذا الكلام (اذ هو متوافق مع ما جاء قبله وما جاء بعده) هو: أتيت لاجل تثبيت الناموس في ملئه برغم كل تعليقات الناس: أتيت لكي أوضح توضيحا كاملا كل ما كان محجوبا عن الاذهان أو غامضا في الكلمة الالهية، أتيت لاعلن الأهمية الكاملة الحقيقية لكل جزء منها، ولكن أبيِّن للناس طول كل الوصايا المتضمنة في الكتاب وعرضها ومد اها، وما بلغته طهارة كل فروعها وروحانيتها غير المدرَكة من سمو وعمق.GC 293.2

    وقد أعلن وسلي عن التوافق التام بين الناموس والانجيل فقال: ”اذاً فهنالك أوثق الصلات والروابط التي يمكن تصورها بين الناموس والانجيل . فمن ناحية نجد أن الناموس يعد الطريق للانجيل ويرشدنا ا ليه، ومن الناحية الاخرى نجد الانجيل يرشدنا دائما الى اتمام الناموس اتماما أكمل . فالناموس مثلا يطلب منا أن نحب الله ونحب القريب وأن نكون متواضعين وودعاء وقديسين . ونحن نحس بأن ليس فينا الكفاية لهذه الامور، ”وأن ذلك غير مستطاع للانسان“. ولكننا نجد الله يقدم لنا وعدا بأن يهبنا تلك المحبة و يجعلنا متواضعين وودعاء وقديسين . ونحن نتمسك بالانجيل وبهذه الاخبار المفرحة، وحينئذ فحسب ايماننا يكون لنا، وحينئذ ”يكمل فينا بر الناموس“ بالايمان الذي في المسيح يسوع...“GC 293.3

    وقال وسلي: ”ان من ألد أعداء انجيل المسيح هم أولئك الذين بكل مجاهرة وعلى نحو قاطع ”يدينون الناموس“ نفسه ”ويتكلمون عنه شرا ويذمونه“ والذين يعلِّمون الناس أن يكسروا (ان ينقضوا ويحلوا ويفكوا) بضربة واحدة مضامين ليس وصية واحدة، سواء كانت من الوصايا الصغرى أو الكبرى، بل كل الوصاي ا... وأعظم كل الظروف المدهشة التي تلازم هذا الضلال القوي وهذه الخديعة العظيمة هو أن من يقعون فيها يعتقدون أنهم يكرمون المسيح بالحق اذ يهدمون الناموس الالهي وأنهم يعظمون مركز المسيح في حين أنهم يهدمون تعاليم ه ! ومع ذلك فهم يكرمونه مثلما أكرمه يهوذا بقوله ”السلام يا سيدي . وقبله“. ويمكنه أن يقول بحق لكل منهم: ”أبقبلة تسلم ابن الانسان؟“ فليس أقل من تسليمه بقبلة . أن نتحدث عن دمه ثم نحرمه من الاكليل، وان نستخف بأقل جزء من الناموس بحجة اننا نساعد على تقدم الانجيل . وكذلك لن يستطيع التنصل من هذه التهمة مَن يبشر بالايمان على نحو يؤدّي مبشارة أو مداورة الى اسقاط أيّ من فروع الطاعة، ومن يكرز بالمسيح على نحو يلغي أو يوهن أصغر وصايا الله“ (٢٣٧).GC 294.1

    وقد أجاب وسلي على أولئك الذين علموا ”ان الكرازة بالانجيل فيها تحقيق لكل أهداف الناموس“ فقال: ”هذا ما ننكره انكاراً باتاً، فهو لا يحقق أول غاية من غايات الناموس وهي إقناع الناس بالخطيئة وإيقاظ اولئك الذين هم نيام على حافة الجحيم“. والرسول بولس يع لن قائلا: ”بالناموس معرفة الخطيئة“، ”وما لم يتبكت الانسان على الخطيئة فهو لا يشعر بحاجته الى دم المسيح المكفر ... وقد قال ربنا نفسه: ”لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى“. اذاً فمن السخافة أن نجيء بالطبيب الى جماعة من الاصحاء، أو على الأقل من يتصور ون أنهم أصحاء . فعليك أن تقنعهم أولاً بأنهم مرضى والا فلن يشكروا لك تعبك لأجلهم . ومن السخافة كذلك كونك تقدم المسيح للذين قلبهم صحيح لم ينكسر بعد“ (٢٣٨).GC 294.2

    وهكذا نرى أن وسلي هو يكرز بالانجيل كان كسيده ”يعظم الشريعة ويكرمها“. وهو بكل أمانة أنجز العمل المسلم له من الله، وما كان أمجد النتائج التي سمح له بأن يراه ا. ففي نهاية حياته الطويلة التي بلغت ثمانين سنة — قضى منها أكثر من نصف قرن في الخدمة متنقلاً — زاد عدد سامعيه المتعلقين به على نصف مليون نسمة . ولكنّ الجمع الغفير الذين بفضل جهوده رُفعوا من خراب الخط يئة وانحطاطها إلى حياة أسمى وأطهر، وعدد الذين بواسطة تعليمه حصلوا على اختبار أعمق وأغنى، لن تتسنّى معرفتهم حتى تجتمع كل جموع المفديين من أفراد أسرة الله في ملكوته . ان حياته تقدم لكل مسيحي درسا لا يقدَّر بثمن . فحبذا لو أن الايمان والوداعة والغيرة التي لا تك ل وتضحية النفس والتكريس التي لوحظت في حياة خادم المسيح هذا تجد لها انعكاساً في كنائس عصرنا الحاضر!GC 295.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents