كلفن يبدأ عمله
بدأ كلفن عمله بكل هدوء، فكان كلامه كالندى المتساقط على الارض اليابسة لاحيائه ا. كان قد ترك باريس وانطلق الى مدينة اقليمية تحت حراسة الاميرة مرغريت التي اذ كانت تحب الانجيل بسطت حمايتها على تلاميذه . كان كلفن لا يزال حدثا رقيق الع ادات وبسيط المظهر . وقد بدأ عمله بين الشعب في بيوتهم . فاذ كان أفراد العائلة يجتمعون حوله كان يقرأ الانجيل ويكشف لهم عن حقائق الخلاص . فالذين سمعوا الرسالة نقلوا تلك الاخبار السارة الى الآخرين، وسرعان ما انتقل ذلك المعلم تاركا تلك المد ينة الى المدن والقرى المنعزلة . وكان يجد الباب مفتوحا أمامه الى القلاع والاكواخ على السواء، وكان يتقدم ليضع أساسات كنائس كانت ستخرج شهودا للحق لا يهابون الموت.GC 246.4
وبعد أشهر قليلة عاد الى باريس . وكان هناك اهتياج غير عادي بين العلماء والأساتذة. فدراسة اللغات القد يمة قادت الناس إلى الكتاب المقدس، وكثيرون ممن لم تتأثر قلوبهم من قبل بحقائقه جعلوا بكل شوق يتباحثون فيها، بل كانوا يحاربون المناضلين عن الكاثوليكية . أما كلفن فمع كونه ضليعا وفارسا لا يُشق له غبار في ميادين المجادلات اللاهوتية فقد كانت لديه رسالة أسمى يتممه ا غير ما كان لاولئك الفلاسفة الكثيري الصخب والمشاغبات . كانت عقول الناس قد استيقظت، فكان هذا هو الوقت المناسب الذي يُكشف لهم فيه الحق . ففي حين كانت قاعات الجامعات تسودها ضجة المجادلات اللاهوتية، كان كلفن يتنقل من بيت الى بيت وهو يفسر الكتاب المقدس للشعب ويح دثهم عن المسيح وإياه مصلوباً.GC 247.1