Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    لوسيفر، الكروب الاول

    ولكن وجد كائن اختار ان يفسد هذه الحرية . وقد بدأت الخطيئة بالذي اذ لم يَفُقْهُ الا المسيحُ خالقُه حصل على كرامة عظيمة من الله، وكان في أسمى مراكز السلطان والمجد بين ساكني السماء . ان لوسيفر قبل سقوطه كان هو أول كروب مظلل وكان مقدسا بلا عيب: ”هكذا قال السيد الرب انت خاتم الكمال ملآن حكمة و كامل الجمال. كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك“، ”انت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . على جبل الله المقدس كنت . بين حجارة النار تمشيت . انت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم“ ( حزقيال ٢٨ : ١٢ — ١٥).GC 537.3

    كان يمكن للوسيفر ان يظل متمتعا برضى الله و محبوبا ومكرما من كل اجناد الملائكة، ممارسا سلطاته النبيلة ليبارك بها الآخرين ويمجد صانعه . لكنّ النبي يقول: ”قد ارتفع قلبك لبهجتك . أفسدت حكمتك لاجل بهائك“ (حزقيال ٢٨ : ١٧). وشيئا فشيئا صار لوسيفر يحتضن رغبة لتمجيد نفسه: ”جعلت قلبك كقلب الآلهة“ ”وأنت قلت ... ارفع كرسيّ فوق كواكب الله وأجلس على جبل الاجتماع ... اصعد فوق مرتفعات السحاب . اصير مثل العلي“ (حزقيال ٢٨ : ٦ ؛ اشعياء ١٤ : ١٣ و ١٤). فبدلا من أن يجعل الله هو الاعظم والاسمى في عواطف خلائقه وولائهم حاول لوسيفر أن يظفر بخدمتهم وولائهم لنفس ه. واذ كان يصبو الى الكرامة التي قد منحها الآب السرمدي لابنه طلب رئيس الملائكة هذا أن يحصل على السلطان الذي كان من حق المسيح وحده أن يستخدمه.GC 538.1

    لقد ابتهج كل سكان السماء وتهللوا بأن يعكسوا مجد الخالق ويذيعوا تسابيحه. واذ كان الله يتمجد هكذا كان الجميع ينعمون بالسلام والفرح . لكنّ نغمة ناشزة أفسدت التناسق والانسجام بين السماويين . فخدمة الذات وتعظيمها، التي تناقض تدبير الخالق، أيقظت التشاؤم بالشر في العقول التي كان مجد الله هو أسمى مطلب له ا. لقد توسلت مجالس السماويين الى لوسيفر. واستعرض ابن الله أمامه ع ظمة الخالق وصلاحه وعدله، وطبيعة شريعته المقدسة غير المتغيرة .ان الله نفسه هو الذي أقر نظام السماء، فاذا خرج لوسيفر على ذلك النظام فسيهين صانعه ويجلب على نفسه الدمار . لكن الانذار المقدم بمحبة ورحمة لا متناهيتين لم يثر في نفسه سوى روح المقاومة . وقد سمح لوسيفر بأن تتفشى روح الحسد للمسيح، وبذلك صار أشد اصرارا.GC 538.2

    هذا وان افتخاره بمجده غذى شوقه الى السيادة . فالكرامات السامية التي أوتيها لوسيفر لم تقدر كهبة من الله ولم يُقدَّم لاجلها شكر الى الخالق .لقد افتخر ببهائه ورفعته وتاق الى أن يكون مساويا لله . كان جند السماء يحبونه ويوقرونه وكان الملائكة يسرون بتنفيذ اوامره وكان هو متسربلا بالحكمة والمجد أكثرر من جميعهم. ومع هذا فان ابن الله كان هو الملك المعترف به في السماء وواحدا في القدرة والسلطان مع الآب . وفي كل مشورات الله كان المسيح شريكا، في حين لم يُسمح للوسيفر بأن يطلع على مقاصد الله . وقد تساءل هذا الملاك العظيم قائلا: ”لماذا تكون السيادة للمسيح؟ ولماذا يكرم هكذا ويتفوق على لوسيفر ؟“GC 539.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents