خيبة أمل ثانية
ولكن كان لا بد أن يصابوا بالخيبة مرة اخرى . لقد مر وقت الانتظار ولم يظهر مخلصهم. لقد نظروا الى الامام في انتظار مجيئه بثقة ثابتة، والآن ها هم يحسون بما حست به مريم التي عندما جاءت الى قبر المخلص ووجدته فارغا صرخت باكية تقول : ”انهم اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه“ (يوحنا ٢٠ : ١٣).GC 444.3
ان شعورهم بالرهبة والخوف من ان تكون الرسالة صادقة كان رادعا للعالم غير المؤمن بعض الوقت . وهذا الشعور لم يختف حالا بعد انقضاء المهلة، ففي بادئ الامر لم يتجرأوا على الشماتة بأولئك الذين خابت آمالهم، ولكن عندما لم تُرَ علامة من علامات غضب الله، افاقوا من خوفهم وعادوا الى استئناف تعييرهم وسخريتهم. وان كثيرين ممن كانوا قد اعترفوا بايمانهم بقرب مجيء الرب قد هجروا ايمانهم . وبعض الذين كانت لهم ثقة ش ديدة طُعنوا في كبريائهم بحيث أحسوا وكأنهم يريدون الهروب من العالم، فتذمروا على الله وطلبوا الموت لانفسهم بدلاً من الحياة، كما فعل يونان . والذين بنو ايمانهم على آراء الآخرين لا على كلمة الله صاروا الآن مستعدين لتغيير آرائهم مرة أخرى . وقد كسب الساخرون، المستضعفين الجبناء الى جانبهم، واتحدوا جميعا في الاعلان بأنه لم تعد توجد مخاوف أو انتظارات . لقد مر الوقت والرب لم يأتِ، وقد يظل العالم على حاله آلاف السنين.GC 444.4
ترك المؤمنون الغيورون المخلصون كل شيء لأجل المسيح وتمتعوا بحضوره كما لم يتمتعوا من قبل . لقد قدموا آخر انذار للعالم كما اعتقدوا، واذ كانوا ينتظرون أن يُقبلوا في عشرة سيدهم الالهي وملائك السماء انسحبوا الى حد كبير من صحبة الذين لم يقبلوا الرسالة . لقد صلوا بشوق حار قائلين: ”تعال ايها الرب يسوع، تعال سريعا“. ولكنه لم يأت . فكونهم يعودون الآن ليحملوا عبء اهتمامات الحياة وارتباكاتها الثقيلة من جديد ويتحملون تعيير العالم الساخر وهزئه كان ذلك تجربة قاسية مرعبة لايمانهم وصبرهم.GC 445.1