المحبة والايمان يتشددان
وفي وسط آلام الغربة والمشقات والضيقات تقوَّت محبتهم وايمانهم . لقد اتكلوا على مواعي د الرب فلم يخذلهم في وقت الحاجة والضيق . وكان ملائكته يقفون الى جوارهم لتشجيعهم وسندهم . وعندما وجَّهتهم يد الله الى عبر البحار، الى بلاد يستطيعون فيها أن يؤسسوا حكومة ويتركوا لاولادهم الارث الثمين، ارث الحرية الدينية، تقدموا فلم يتراجعوا بل ساروا الى الامام في طريق العناية الالهية.GC 325.1
لقد سمح الله بوقوع التجارب على شعبه لكي يعدَّهم لاتمام مقاصده الصالحة نحوهم . ولقد نزلت الكنيسة الى الحضيض لكي تتسامى وترتفع . كان الله عازما أن يظهر قدرته لخيرها لكي يقدم للعالم برهانا جديدا على أنه لن يترك من يتكلون عليه . ولقد تحكَّم في الاحداث لكي يجعل غضب الشيطان ومؤامرات الناس الاشرار تزيد من مجده وتأتي بشعبه الى موضع أمين، فكان الاضطهاد والنفي يفتحان الطريق للحرية.GC 325.2
ان البيوريتان عندما أُكرهوا على الإنفصال عن الكنيسة الانجليزية في بادئ الامر ارتبطوا معا بعهد مقدس كشع ب الرب الحر ”أن يسيروا معا في كل طرقه المعروفة لديهم والتي سيعرفونها مستقبلا“ (٢٥٩). هنا كانت روح الاصلاح الحقيقية ومبدأ البروتستانتية الحيوي . ولهذا الغرض رحل اولئك المهاجرون عن هولندة ليجدوا لانفسهم وطنا في العالم الجديد . وقد خاطبهم جون روبنسون راعيهم، الذي شاءت عناية الله الا يرافقهم، قائلا في خطابه الوداعي لاولئك المنفيين :GC 325.3