Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    هلاك تام

    لقد حاول قواد الرومان ان يوقعوا الرعب في قلوب اليهود، وهكذا يجعلونهم يستسلمون . والاسرى الذين قاوموا عندما اسرو ا جُلدوا وعذبوا وصلبوا امام سور المدينة . وكان مئات من الشعب يقتلون على هذا النحو كل يوم، وظل ذلك العمل المخيف جارياً حتى لقد نصبت صلبان في كل وادي يهوشافاط وفي جلجثة بكثرة عظيمة بحيث غدا السير بين تلك الصلبان متعذر اً. فاللعنة التي نطقوا بها امام كرسي ولاية بيلاطس حين قالوا: ”دمه علينا وعلى اولادنا“ (متى ٢٧ : ٢٥) حلت بهم بطريقة مرعبة جداً. GC 37.1

    كان تيطس يرغب كل الرغبة في ان يضع حداً لتلك المشاهد المخيفة، وهكذا ينحِّي عن اورشليم كأس الهلاك فلا تشربه حتى الثمالة .وامتلأ قلبه رعباً عندما رأى أكواماً من الجثث في الاودية .وكمن هو ذاهل العقل تطلع من اعلى جبل الزيتون الى الهيكل الفخم الجميل وامر بالا يمس حجر من احجاره .وقبل ان يحاول امتلاك هذا الحصن التمس بحرارة من رؤساء الهيود ألا يجبروه على تدنيس ذلك المقدس بالدماء .فاذا خرجوا للحرب في اي مكان آخر فلن يمس روماني واحد ذلك الهيكل او ينتهك حرمته . ثم ان يوسيفوس نفسه توسل اليهم بكل فصاحة وقوة اقناع ان يستسلموا، وبذلك ينقذون انفسهم ومدينتهم ومعبدهم. لكنّ جوابهم على كل ذلك كان اللعنات المرة . وفيما كان يوسيفوس، وسيطهم البشري الاخير، واقفاً يتوسل اليهم كانوا هم يصوبون اليه سهامهم . لقد رفض اليهود توسلات ابن الله، والآن فها كل الاعتراضات والتوسلات تزيدهم اصراراً على المقاومة الى النهاية . وعبثاً بذل تيطس مساعيه وجهوده لانقاذ الهيكل، فان شخصاً اعظم منه قد اعلن انه لن يُترك فيه حجر على حجر. GC 37.2

    هذا، وان عناد رؤساء اليهود الاعمى والجرائم الكريهة التي ارتكبت في داخل اسوار تلك المدينة المحاصرة أثارت رعب الرومان وغضبهم . واخيرًا قرر تيطس الاستيلاء على الهيكل با لهجوم عليه . ومع ذلك فقد عزم انه بقدر الامكان ينبغي ان يُحفظ الهيكل من الدمار . لكنّ اوامره اهملت. فبعدما اوى الى خيمته ليلاً خرج اليهود من الهيكل وهاجموا الجنود في الخارج . وفي اثناء الهجوم القى احد الجنود الرومان جمرة مشتعلة من النار في الهيكل من خلال فتحة، فاشتعلت النار في الحال في كل حجرات الهيكل المبطنة بخشب الارز . فاندفع تيطس الى هناك يتبعه قواده وجنوده وامر بان يطفئوا لهيب النار، لكنّ اوامره اغفلت اذ انّ اولئك الجنود في حُمُوّ غضب هم القوا بشعلات نار في الحجرات المجاورة للهيكل ثم قتلوا بحد السيف اليهود الذين جاءوا ليحتموا فيه . وقد جرت الدماء على درج الهيكل كالماء، وهلك من اليهود آلاف فوق آلاف . وفوق ضجيج المعركة سُمعت اصوات تصيح قائلة ”ايخابود“ — زال المجد.GC 38.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents